الحملة على الحجاب جزء من الحملة على الإسلام
وصفي عاشور أبو زيد
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
أريد قبل أن أدخل في الحديث عن قضيتنا أن أحيي موقع "حماسنا" لما يقوم به من حملات دعوية هادفة ومتتالية، نشطة ومتنوعة، تتعاطى مع الأحداث الساخنة، ويكون لطرحها أثر طيب على جميع الأصعدة، فهو موقع واعد وفاعل، أسأل الله أن يكون يومه خيرا من أمسه، وغده خيرا من يومه، وأن يخلِّص له ـ سبحانه ـ نوايا القائمين عليه ويجزيهم خيرا..
وبعد، فإن إثارة قضية الحجاب أصبح أمرا لافتا للنظر؛ حيث أثيرت قضيته في العديد من الدول، منها عربي ومنها غير عربي، في فرنسا بلد الحريات أثيرت، ثم في تونس "بلد اضطهاد الحجاب والثوابت الإسلامية"، ثم في مصر بلد الأزهر والصحوة الإسلامية، وغيرها، وهو أمر ربما يُخيَّل لأي متابع للأحداث أنها حملة مقصودة ومنظمة محليا وإقليميا ودوليا، ولا أدري ما السبب الذي يدعو لذلك حتى ولو كانت حملات عشوائية لا تلازم بينها أو ترتيب.
ليست المسألة قابلة للجدل في فقهنا الإسلامي الثري العظيم، فالحجاب (الخمار) لا خلاف فيه، إنما الخلاف في النقاب كما هو معروف عند أهل العلم، لكنهم يريدون أن يهزوا ثوابتنا ويزعزعوا أصولنا ومبادئنا، لتصبح الكليات جزئيات، والأصول فروعا، والمتفق عليه مختلفا فيه، وهكذا تتميع قضايا الإسلام وفرائضه، وتتداخل شعائره الكبرى وفرائضه العظمى بالمباحات التي يسع المسلم أن يأتيها أو يتركها.
وقد حدث هذا مع قضية خطيرة مثل "الربا" الذي أصبح مثار جدل وخلاف، بعد أن كان محل اتفاق لا جدال فيه، بحجة أن الربا حكمه حرام، لكن ما هو جارٍ الآن في البنوك هل هو ربا أم لا؟ وهي قضية محسومة حسم حرمتها إجماع العلماء حديثا فرادى ومجامع فقهية عالمية، لكن حاولت بعض الرموز الدينية الرسمية ـ وبخاصة في مصر ـ أن تزعزع هذه القضية لتجعل من المتفق عليه مختلفا فيه لخدمة أغراض سياسية عليا تمليها الدول والحكومات على أهل المناصب الدينية الرسمية.
وأخشى ما أخشاه أن تتحول قضية الحجاب مثلما تحولت قضية الربا بفعل هذه الحملات الشعواء المتتالية، والتي يقوم الإعلام العلماني واللاديني بخدمتها والتشنيع على هذا الرمز الحضاري الموجود في كل الأديان وقبل وجود الأديان.
وفي هذا الصدد يهيب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بكل عالم وداعية غيور على دينه أن يثبت القلوب ويذكر الناس بهذه القضية ويبصرهم بحقيقتها، وما يحاك ضدها وضد غيرها من الثوابت والأصول، ويذكر المسلمات والآباء والأمهات أنها حملة على الإسلام قبل أي شيء واجبنا نحوها أن نتمسك بديننا ونعمل به وندعو له ونجاهد من أجله.
كما يهيب بكل مسلمة آمنت بالحجاب والتزمت به أن تزداد تمسكا بدينها، وبحجابها الذي هو عنوان كرامتها وعفتها وزينتها وحيائها وجمالها وجلالها.
ومن فضل الله أن هذه الحملات المضادة تأتي بنتائج مضادة وثمار عكسية حيث يلتزم على إثرها كثير من المسلمات بالحجاب، وهكذا ينقلب السحر على الساحر، ويخدم هؤلاء قضايا الإسلام من حيث أرادوا تدميرها، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
وصفي عاشور أبو زيد
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
أريد قبل أن أدخل في الحديث عن قضيتنا أن أحيي موقع "حماسنا" لما يقوم به من حملات دعوية هادفة ومتتالية، نشطة ومتنوعة، تتعاطى مع الأحداث الساخنة، ويكون لطرحها أثر طيب على جميع الأصعدة، فهو موقع واعد وفاعل، أسأل الله أن يكون يومه خيرا من أمسه، وغده خيرا من يومه، وأن يخلِّص له ـ سبحانه ـ نوايا القائمين عليه ويجزيهم خيرا..
وبعد، فإن إثارة قضية الحجاب أصبح أمرا لافتا للنظر؛ حيث أثيرت قضيته في العديد من الدول، منها عربي ومنها غير عربي، في فرنسا بلد الحريات أثيرت، ثم في تونس "بلد اضطهاد الحجاب والثوابت الإسلامية"، ثم في مصر بلد الأزهر والصحوة الإسلامية، وغيرها، وهو أمر ربما يُخيَّل لأي متابع للأحداث أنها حملة مقصودة ومنظمة محليا وإقليميا ودوليا، ولا أدري ما السبب الذي يدعو لذلك حتى ولو كانت حملات عشوائية لا تلازم بينها أو ترتيب.
ليست المسألة قابلة للجدل في فقهنا الإسلامي الثري العظيم، فالحجاب (الخمار) لا خلاف فيه، إنما الخلاف في النقاب كما هو معروف عند أهل العلم، لكنهم يريدون أن يهزوا ثوابتنا ويزعزعوا أصولنا ومبادئنا، لتصبح الكليات جزئيات، والأصول فروعا، والمتفق عليه مختلفا فيه، وهكذا تتميع قضايا الإسلام وفرائضه، وتتداخل شعائره الكبرى وفرائضه العظمى بالمباحات التي يسع المسلم أن يأتيها أو يتركها.
وقد حدث هذا مع قضية خطيرة مثل "الربا" الذي أصبح مثار جدل وخلاف، بعد أن كان محل اتفاق لا جدال فيه، بحجة أن الربا حكمه حرام، لكن ما هو جارٍ الآن في البنوك هل هو ربا أم لا؟ وهي قضية محسومة حسم حرمتها إجماع العلماء حديثا فرادى ومجامع فقهية عالمية، لكن حاولت بعض الرموز الدينية الرسمية ـ وبخاصة في مصر ـ أن تزعزع هذه القضية لتجعل من المتفق عليه مختلفا فيه لخدمة أغراض سياسية عليا تمليها الدول والحكومات على أهل المناصب الدينية الرسمية.
وأخشى ما أخشاه أن تتحول قضية الحجاب مثلما تحولت قضية الربا بفعل هذه الحملات الشعواء المتتالية، والتي يقوم الإعلام العلماني واللاديني بخدمتها والتشنيع على هذا الرمز الحضاري الموجود في كل الأديان وقبل وجود الأديان.
وفي هذا الصدد يهيب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بكل عالم وداعية غيور على دينه أن يثبت القلوب ويذكر الناس بهذه القضية ويبصرهم بحقيقتها، وما يحاك ضدها وضد غيرها من الثوابت والأصول، ويذكر المسلمات والآباء والأمهات أنها حملة على الإسلام قبل أي شيء واجبنا نحوها أن نتمسك بديننا ونعمل به وندعو له ونجاهد من أجله.
كما يهيب بكل مسلمة آمنت بالحجاب والتزمت به أن تزداد تمسكا بدينها، وبحجابها الذي هو عنوان كرامتها وعفتها وزينتها وحيائها وجمالها وجلالها.
ومن فضل الله أن هذه الحملات المضادة تأتي بنتائج مضادة وثمار عكسية حيث يلتزم على إثرها كثير من المسلمات بالحجاب، وهكذا ينقلب السحر على الساحر، ويخدم هؤلاء قضايا الإسلام من حيث أرادوا تدميرها، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق