الاثنين، 14 يوليو 2008

عبد الوهاب المسيري .. أول الغيث


عبد الوهاب المسيري .. أول الغيث ـ وصفي عاشور أبو زيد
وصفي عاشور أبو زيد : بتاريخ 30 - 3 - 2007
(إن النظام الحاكم لم يكتفِ بكل الكوارث التي أنزلها بنا على مدى ربع قرن، فبعد بيع مقدرات البلاد و تشريد العمال، وبعد رهن ثروات الوطن لعقود قادمة و بدلا من أن يحاول هذا النظام البائس الثأر لدماء أولادنا الأسرى أو القبض على عصابات الفساد المعروفة للجميع أو حتى منع التعذيب في أقسام الشرطة و السجون، بدلا من ذلك نجده يقوم بهجمة شرسة ضد الديمقراطية وضربا لكل المكتسبات الموجودة في الدستور الحالي حتى التي لم تكن تحترم وذلك تحت اسم "التعديلات الدستورية " وكل هذا من أجل توريث الحكم وكأن مصر عزبة تباع وتورث، إنني أنادى كل شرفاء هذا الوطن للتحرك الجماعي والعمل معا من اجل تغيير سلمى يجنب البلاد مخاطر الفوضى والعنف بمواجهة ما يحدث دفاعا عن مصرنا ومستقبل أولادنا، ولهذا فانا أدعو كل المصريين للاحتشاد بميدان التحرير يوم الخميس 15/3 /2007م الخامسة مساءا تعبيرا عن كل القيم الجميلة الباقية في هذا الوطن والتي لا يمكن بيعها. د/عبد الوهاب المسيرىمنسق عام الحركة المصرية من أجل التغيير " كفاية"كم كانت سعادتي كبيرة حينما قرأت هذا الكلام تحت عنوان: "نداء من الدكتور عبد الوهاب المسيرى: مصرنا العزيزة في خطر"، هذا النداء الذي أعاد لنا ـ أو لي على الأقل ـ بقية من الزمان الجميل، زمن الأئمة الكبار، الذين كانوا أئمة في العلم والفكر، وأئمة في الجهاد والعمل سواء بسواء.والدكتور عبد الوهاب المسيري ـ المولود في مدينة دمنهور في مصر في أكتوبر عام 1938 م ـ صدرت له عشرات الدراسات والمقالات عن إسرائيل والحركة الصهيونية، أبرزها: "موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية" التي تعتبر أحد أهم الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين، ويعتبر المسيري واحداً من أبرز المؤرخين العالميين المتخصصين في الحركة الصهيوينة.وقد استطاع الدكتور المسيري أن يجعل من نفسه مرجعية فكرية مرموقة في مصر، والوطن العربي، وها هو اليوم بعدما قارب السبعين يتوج هذه المسيرة الفكرية المباركة بحركة عملية جهادية حينما تولى التنسيق العام لحركة كفاية، من أجل تغيير سلمى يجنب ـ كما يقول ـ البلاد مخاطر الفوضى والعنف بمواجهة ما يحدث، دفاعا عن مصرنا ومستقبل أولادنا.وكعادته مع أي معارض شريف وطني يحب الخير لأهله ووطنه، ويتخذ لذلك السبل العملية، ويشرع في الأخذ بطرق الجهاد السلمي، أخذ النظام الحاكم يضيق على المفكر الكبير، ويمنعه من بعض أنشطته الثقافية وفعالياته العلمية التي كان يمارسها بحرية من قبل حيث بدأ التضييق يتزايد علي وجوده في المحاضرات العامة بين طلاب الجامعات (بينها جامعة عين شمس بالقاهرة)، وألغت بعض الكليات الحوارات المفتوحة التي تعود على إدارتها مع الشباب عقب انتهاء المحاضرات، كما تم إلغاء لقاءات كان متفقا عليها مع بعض القنوات التلفزيونية الحكومية، واعتذروا له في التلفزيون المصري أنهم لا يستطيعون استضافته؛ لأن هناك تعليمات عليا بإلغاء البرنامج الذي كان سيشارك فيه، كما تم إلغاء ندوة حول تحليل النكت المصرية، وكان تبرير القائمين على الندوة أنهم تلقوا تعليمات أمنية بإلغائها لأن الظروف لا تسمح بعقدها في الوقت الحالي، وهو ما فسره المسيري بأننا دخلنا مرحلة تكميم كل الأفواه وحبس أنفاس المجتمع بأسره حتى تنجز الحكومة مهمتها في تمرير التعديلات الدستورية المقيدة للحريات، ضاربة بالغضب والرفض الشعبي لها عرض الحائط.وفي تحدٍّ واضح، وإصرار جازم وعزيمة صلبة يقرر المسيري: "لكنني لن أتراجع أبدا عن القيام بدوري في إحياء الروح الوطنية والعمل ضد كل ما يتم التخطيط له لتحويل مصر إلي عزبة"."عبد الوهاب المسيري" هذا الاسم الذي لصاحبه منه نصيب، فقد وهبه الله ملكات فكرية وعلمية فذة، استخدمها في "مسيره"، وطوعها في رحلته من أجل عزة الوطن وكرامة المواطن، وهكذا يكون العلماء.لقد ضرب مثالا يحتذى للنخبة في مصر، وأحس أنه لن يجدي فتيلا هذه البيانات والتصريحات والأحاديث التي يلقي بها المفكرون والعلماء وهم بعيدون عن ملامسة الواقع والانفعال معه بشكل عملي ملموس.وقد أصدر ما يقرب من ثمانين من رموز الفكر والثقافة في مصر بيانا يدينون فيه التعديلات الدستورية، وهذا أمر محمود حسن، لكن وقتنا الآن ليس وقت بيانات ولا استنكارات ولا تصريحات فقط بقدر ما هو زمن جهاد سلمي ومقاومة مشروعة كي نستبقي ما تبقى في وجه مصر من المعاني النبيلة، ونستنقذ المقهورين والمظلومين من أيدي الجبارين والظالمين.أقول لقد آن الأوان لعلمائنا ومثقفينا والنخبة المفكرة في مصر أن تضيف إلى مجال القول مجال العمل، وتوازن بين البيانات والتصريحات، وبين الجهاد السلمي المشروع، استبقاء لمصر من ناحية، واستبقاء لتاريخهم وتخليدا له من ناحية أخرى، فلم تكد الذاكرة التاريخية تستوعب من المفكرين والعلماء في تاريخ الأمة إلا من كان له جهاد دءوب وعمل متواصل.wasfy75@hotmail.com

اضف تعليقك
الاسم :
عنوان التعليق:
التعليق:

تعليقات حول الموضوع
فل نبدء بخطوة عملية
أخ من السعودية 4/3/2007 2:25:58 AM
انا متابع مستمر لما يحدث لأخوتي في مصر العزيزة وتألمت كثيراً عندما تم تمرير التعديلات بهذة السهولة . المهم الآن البدء في المقاومة والتغيير بخطوات عملية مدروسة . واقترح في البداية أن يتم أنشاء موقع على الأنترنت يحمل أسم الجهاد السلمي من أجل التغيير (او اي اسم يقترحه الاخوة المصريون )يكون المنبر الاعلامي لأرادةالشعب المصري ورفضة للتوريث . كما أقترح أن يتم ترشيح الاخ عمرو موسي ( رئيس جامعة الدول العربية ) ليكون هو القائد الجديد لمصر ويتم التنسيق معه لترك منصبة الحالي في الجامعة العربية وليعود إلى ممارسة العمل السياسي داخل مصر فهو شخصية قوية ولها شعبية كبيرة داخل مصر وخارجها وبهذا يتم قطع الطريق على من يريد التوريث مع أهمية التنسيق مع الاخ عمرو موسى بان يكون هناك مشروع جديد لمصر ابرز أهدافه حفظ حرية وكرامة الشعب وحفظ المال العام . وأكرر يجب البدء في العمل وإجراء الاتصالات وبسرعة والشكراً لله ثم لاخوتي الشعب المصري
أين نخب الأخوان
منذر عبدالله 3/31/2007 1:19:43 PM
شكرا لك اخى وصفى على هذا التقدير للدكتور المسيرى الذى يتجاوز سنه السبعين ولكن هل تعلم أين ذهب نخب الأخوان وشباب الأخوان فى هذا اليوم
أصحى يانايم
أحمد 3/31/2007 10:24:58 AM
الحمد لله أن فى مصر رجل ينكلم بالحق و لا يخشى غير الله لعله يصحى النائمين ممن يدعوا أنهم من النخبه.
ماهو البديل ?
عاشق مصر 3/31/2007 6:34:38 AM
خروج الشعب والعلماء والمثقفين المخلصين الي الشوارع في شكل مظاهرات للاعتراض شئ ايجابي ولكن وجود اتفاق مسبق واهداف واضحة ومحدده ضروري = مشروع بديل .وايضا لابد من البحث عن شخص ( حاكم مخلص قوي ونزيه ) ذو كاريزما يلتف حوله الشعب ويؤيده الجميع.. اعتقد هذه هي البدايه الصحيحة لانقاذ مصر من الخطر
حقا انه شخصية محترمة
محمد أحمد 3/31/2007 2:24:21 AM
أن وجود هذه الشخصية المحترمة على رأس حركة المعرضة أضاف لها مصداقية أكبر و لعلة يجتذب المزيد من الشرفاء للعمل معا لتعود مصر الجميلة و شعبها الرائع الى سابق عهدها.
الي الاخوان المسلمين
د صادق امين 3/31/2007 12:17:40 AM
ارجوكم لاتتعالوا على الوطنيين المخلصين وضعوا ايديكم في ايديهم . مصلحة مصر اكبر الاخوان. واني لكم ناصح امين.
فعلا العمل
مصري جدا 3/30/2007 6:04:32 PM
لم يبق سوى أن يخرج الجميع يدا بيد في نفرة واحدة ولنأخذ العبرة من نفرة عرفات، الكل مثقفين وعمال وطلبة وفلاحون في ساعة واحدة ومن جميع الاتجاهات وفي كل المدن، هل من المعقول أن يخرج العمال للمطالبة بحقهم في مكافأة ولا يخرجون من أجل حماية أنفسهم وأولادهم من دستور يينتهك كرامتهم ويلقي بهم في السجون بلا محاكمة عادلة ويجعل أي عسكرى يحرمهم من أموالهم القليلة بلا حساب أو قانو لأن اللصوصية ستكون بنص الدستور

ليست هناك تعليقات: