الشيخ عبد القادر الأرناؤوط.......المحدث والمحقق الأصيل
بقلم وصفي عاشور أبو زيد
كان يكفي أن نسمع ونرى ما يحدث من مجازر وحشية في الفلوجة بالعراق، وما يحدث من انتهاكات صارخة في أرض الرباط: فلسطين، وما تصنعه فيهما آلة الحرب الحديثة في البيوت والمزارع والمساجد, لتكون الضحية عشرات الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، بالإضافة إلا ما يحدث للإسلام وأهله في كل بلاد العرب والمسلمين من فساد وإفساد في الداخل، وكيد ومؤامرات من الخارج، كانت تكفي مشاعرنا هذه المشاهد المحبطة غير أن الأقدار شاءت ـ ولا راد لمشيئتها ـ أن تفجعنا بوفاة عالم جليل، هو فضيلة الشيخ "عبد القادر الأرناؤوط" الذي أسلم الروح إلى خالقها فجر يوم الجمعة 13 شوال 1425هـ/ 26 نوفمبر 2004م، في دمشق إثر نوبة قلبية مفاجئة أصيب بها عن عمر يناهز ستة وسبعين عاما قضاها في التعلُّم والتعليم والتحقيق والدعوة، وأُديت الصلاة عليه في جامع "زين العابدين" بحي الميدان في دمشق بعد صلاة الجمعة، وبرحيل الشيخ الجليل يفقد العالم الإسلامي عالمًا كبيرًا أثرى الفكر الإسلامي والمكتبة الإسلامية بالعديد من الكتب والتحقيقات العلمية الكبيرة.المولد والنشأة والتعليم:الاسم الحقيقي للشيخ ـ رحمه الله ـ هو "قَدري بن صوقل بن عبدول بن سنان"، واشتهر بالأرناؤوط، لأنه اللقب الذي أطلقه الأتراك على كل ألباني، حيث وُلد في قرية "فريلا" (VRELA) في إقليم كوسوفا عام 1928م.وقد هاجر والد الشيخ إلى دمشق بصحبة عائلته، بسبب اضطهاد الصرب لمسلمي ألبانيا الذي بلغ أوجه في ذلك الوقت. وكان عمر الشيخ الأرناؤوط آنذاك لم يتجاوز ثلاث سنوات. يقول الشيخ: "وفي السنة الأولى تعلمنا شيئا من اللغة العربية، ثم دخلت مدرسة ابتدائية، وكان هناك مدرسة اسمها: مدرسة الأدب الإسلامي، وكان مديرها الشيخ أمين الحنفي؛ توفي منذ زمن رحمه الله، ولكن درست فيها سنة واحدة". وانتقل بعدها إلى مدرسة "الإسعاف الخيري" حتى أنهى الصف الخامس الابتدائي سنة (1363هـ-1942م)، وكان الصف الخامس آنئذٍ هو نهاية المرحلة الابتدائية يقول الشيخ: "وكان في ذلك الوقت الذي يتخرج من الصف الخامس يأخذ شهادة ابتدائية كانوا يسمونها (سرتفيكا) باللغة الفرنسية، فأنا ما أخذت شهادات مدرسية ولا درست دراسة أكاديمية، وإنما أخذت هذه الشهادة الابتدائية فقط".وذلك في وقت كانت الحاجة إلى المال تضغـط عليه وعلى أسرته؛ مما اضطره إلى ترك العلم من أجل العمل لسد حاجته المالية، فعمل في تصليح الساعات في محلة "المسكية" بدمشق.وطلب العلم في بداياته على الشيوخ 'نوح نجاتي' والد الشيخ 'ناصر الدين الألباني'، والشيخ "سليمان غاوجي الألباني" رحمه الله حيث درَّسه الفقه وعلم الصرف، والشيخ "صبحي العطار" رحمه الله، والشيخ "محمود فايز الديرعطاني" رحمه الله، والشيخ "محمد صالح الفرفور".نبوغه في علم الحديث ومجال التحقيق:وقد اهتم الفقيد ـ رحمه الله ـ بعلم الحديث ومصطلحه ومصنفاته منذ الصغر، حتى صار متمكنا منه تماما بعد مطالعات مطولة في مصنفات السنة المتعددة، ولم يعتمد الشيخ ـ رحمه الله ـ منهج التأليف، ولذلك فإن مصنفاته التأليفية قليلة، لم تتجاوز بعض الرسائل الصغيرة، منها رسالة بعنوان: "الوجيز في منهج السلف الصالح" وله أيضا رسالة بعنوان "وصايا نبوية" شرح فيها خمسة أحاديث نبوية، وقد اختارها في العقيدة والأخلاق.ولكنه ـ رحمه الله ـ اعتمد التحقيق منهجاً له، حيث يقول حول ذلك: "ذلك لأن المؤلفات كثيرة، والتحقيق أولى، وذلك حتى نقدم الكتاب إلى طالب العلم محققا ومصحّحا حتى يستفيد منه".وقد تفرغ لأعمال التحقيق بعد أن توقف عن الخطابة لأسباب سياسية فأخرج دررا من تراثنا العريق، يقول بعدما توقف عن الخطابة: "بعد ذلك جلست وقمت بتحقيق بعض كتب الحديث ولله الحمد، يعني تقريبا 40 إلى 50 كتابا حديثيا حتى الآن حققتها، أما التآليف فليس لي إلا بعض الرسائل، وأما بقية الأشياء فهي عبارة عن تحقيقات".ومن أعماله الجليلة التي كانت سببا في شهرته لما اتصفت به من ضخامة وجودةٍ تحقيقُه لكتاب: "جامع الأصول" لابن الأثير، يقول: "وكنت حققت في الشام كتاب جامع الأصول لابن الأثير الجَزَري، واشتغلت به خمس سنوات في تحقيقه، وهذا الكتاب يجمع موطأ الإمام مالك، والبخاري ومسلم وأبا داود والترمذي والنسائي، فعملت به، ورجعت إلى كثير من الكتب أثناء تحقيقي لمثل هذا الحديث".ومن أهم الكتب التي حققها الشيخ بمفرده: كتاب التوابين لابن قدامة المقدسي. وكتاب الأذكار للنووي. وكتاب الشفا في تعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض. و"تحفة المودود" لابن القيم، كما أخرج بالاشتراك مع الشيخ شعيب الأرناؤوط مجموعة قيمة من كتب التراث أهمها: زاد المسير في علم التفسير، لابن الجوزي في 9 مجلدات، والمبدع في شرح المقنع، لابن مفلح في 8 مجلدات، وروضة الطالبين، للنووي في 12 مجلدا، وزاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم 5 مجلدات. وجلاء الأفهام في الصلاة على خير الأنام لابن القيم مجلد، وغيرها.من آرائه الحديثية:ليس للشيخ عبد القادر منهج يستقل به عن محدثي الأمة، فطريقته في المصطلح وفي التحقيق تحت مظلة علمائنا الأفذاذ، فكان يفضل العمل بآراء علماء الحديث وشرطه، وهو لذلك يأخذ برأي الإمام النووي رحمه الله في تصحيح الحديث وتضعيفه الذي يقول فيه: "يجوز لمن ملك خبرة بهذا الفن وقويت معرفته أن يصحح ويحسن حسب قواعد مصطلح الحديث عند العلماء"، ففي الحديث المرسل -مثلا– يصف منهجه فيقول: "أعمل برأي الإمام الشافعي رحمه الله الذي يقول بأن المرسل ضعيفه لا يُعمل به إلا إذا وجد للحديث طرق وشواهد، فعند ذلك يعمل به".وإذا كان الخبر ضعيفا فإنه يبحث في طرقه المختلفة وشواهده، فإذا تقوى بتعدد الطرق، أو بالشواهد حكم عليه بالصحة أو الحسن تبعا لمنزلة تلك الطرق والشواهد، وما لم يجد له ما يقويه يحكم عليه بالضعف معززا ما ذهب إليه الحفاظ من أئمة الحديث الذين عُنوا بذلك.جهوده في الدعوة إلى الله:ولم تقتصر جهود عبد القادر الأرناؤوط على اهتمامه بعلوم الحديث وتحقيق التراث الإسلامي، بل كان في حلبة الصراع مع الفئات الضالة، والأفكار المنحرفة من خلال الوسائل المتعددة للدعوة إلى الله تعالى تدريسًا وخطابة وغير ذلك، يقول: "كنت إماما في عدة المساجد، وكنت خطيبا في أكثر من مسجد، مسجدين أو ثلاثة، في المدة الأخيرة كنت خطيبا في جامع اسمه الجامع المحمدي، وهذا عندما استلمته كان جديدا، فتردد عليّ كثير من الشباب، وكانوا يسمعون الخطب ويسألون، وكنت دائما عقب خطبة الجمعة أعمل أسئلة وأجوبة، فيأتي الشباب فيسألون ويُجابون على هذه الأسئلة".ولقد كان الشيخ الأرناؤوط ـ الذي مات وخلف من الأولاد أحد عشر: ثمانية ذكور، وثلاث بنات ـ كبير المقام عند أهل العلم، يعرفون له قدره، يعرف لهم قدرهم، ويتأدب معهم بأدب الخلاف، ويتأدبون معه، ولا أدل على ذلك من علاقته بالشيخ ناصر الدين الألباني والشيخ عبد العزيز بن باز، رحم الله الجميع، وأخلف الأمة فيهم خيرا(*).
* للاستزادة من أخبار الشيخ الشخصية والعلمية هناك رسالة في كلية الشريعة بدمشق بعنوان: "كشف اللثام عن أحد محدّثي الشام؛ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط".
كان يكفي أن نسمع ونرى ما يحدث من مجازر وحشية في الفلوجة بالعراق، وما يحدث من انتهاكات صارخة في أرض الرباط: فلسطين، وما تصنعه فيهما آلة الحرب الحديثة في البيوت والمزارع والمساجد, لتكون الضحية عشرات الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، بالإضافة إلا ما يحدث للإسلام وأهله في كل بلاد العرب والمسلمين من فساد وإفساد في الداخل، وكيد ومؤامرات من الخارج، كانت تكفي مشاعرنا هذه المشاهد المحبطة غير أن الأقدار شاءت ـ ولا راد لمشيئتها ـ أن تفجعنا بوفاة عالم جليل، هو فضيلة الشيخ "عبد القادر الأرناؤوط" الذي أسلم الروح إلى خالقها فجر يوم الجمعة 13 شوال 1425هـ/ 26 نوفمبر 2004م، في دمشق إثر نوبة قلبية مفاجئة أصيب بها عن عمر يناهز ستة وسبعين عاما قضاها في التعلُّم والتعليم والتحقيق والدعوة، وأُديت الصلاة عليه في جامع "زين العابدين" بحي الميدان في دمشق بعد صلاة الجمعة، وبرحيل الشيخ الجليل يفقد العالم الإسلامي عالمًا كبيرًا أثرى الفكر الإسلامي والمكتبة الإسلامية بالعديد من الكتب والتحقيقات العلمية الكبيرة.المولد والنشأة والتعليم:الاسم الحقيقي للشيخ ـ رحمه الله ـ هو "قَدري بن صوقل بن عبدول بن سنان"، واشتهر بالأرناؤوط، لأنه اللقب الذي أطلقه الأتراك على كل ألباني، حيث وُلد في قرية "فريلا" (VRELA) في إقليم كوسوفا عام 1928م.وقد هاجر والد الشيخ إلى دمشق بصحبة عائلته، بسبب اضطهاد الصرب لمسلمي ألبانيا الذي بلغ أوجه في ذلك الوقت. وكان عمر الشيخ الأرناؤوط آنذاك لم يتجاوز ثلاث سنوات. يقول الشيخ: "وفي السنة الأولى تعلمنا شيئا من اللغة العربية، ثم دخلت مدرسة ابتدائية، وكان هناك مدرسة اسمها: مدرسة الأدب الإسلامي، وكان مديرها الشيخ أمين الحنفي؛ توفي منذ زمن رحمه الله، ولكن درست فيها سنة واحدة". وانتقل بعدها إلى مدرسة "الإسعاف الخيري" حتى أنهى الصف الخامس الابتدائي سنة (1363هـ-1942م)، وكان الصف الخامس آنئذٍ هو نهاية المرحلة الابتدائية يقول الشيخ: "وكان في ذلك الوقت الذي يتخرج من الصف الخامس يأخذ شهادة ابتدائية كانوا يسمونها (سرتفيكا) باللغة الفرنسية، فأنا ما أخذت شهادات مدرسية ولا درست دراسة أكاديمية، وإنما أخذت هذه الشهادة الابتدائية فقط".وذلك في وقت كانت الحاجة إلى المال تضغـط عليه وعلى أسرته؛ مما اضطره إلى ترك العلم من أجل العمل لسد حاجته المالية، فعمل في تصليح الساعات في محلة "المسكية" بدمشق.وطلب العلم في بداياته على الشيوخ 'نوح نجاتي' والد الشيخ 'ناصر الدين الألباني'، والشيخ "سليمان غاوجي الألباني" رحمه الله حيث درَّسه الفقه وعلم الصرف، والشيخ "صبحي العطار" رحمه الله، والشيخ "محمود فايز الديرعطاني" رحمه الله، والشيخ "محمد صالح الفرفور".نبوغه في علم الحديث ومجال التحقيق:وقد اهتم الفقيد ـ رحمه الله ـ بعلم الحديث ومصطلحه ومصنفاته منذ الصغر، حتى صار متمكنا منه تماما بعد مطالعات مطولة في مصنفات السنة المتعددة، ولم يعتمد الشيخ ـ رحمه الله ـ منهج التأليف، ولذلك فإن مصنفاته التأليفية قليلة، لم تتجاوز بعض الرسائل الصغيرة، منها رسالة بعنوان: "الوجيز في منهج السلف الصالح" وله أيضا رسالة بعنوان "وصايا نبوية" شرح فيها خمسة أحاديث نبوية، وقد اختارها في العقيدة والأخلاق.ولكنه ـ رحمه الله ـ اعتمد التحقيق منهجاً له، حيث يقول حول ذلك: "ذلك لأن المؤلفات كثيرة، والتحقيق أولى، وذلك حتى نقدم الكتاب إلى طالب العلم محققا ومصحّحا حتى يستفيد منه".وقد تفرغ لأعمال التحقيق بعد أن توقف عن الخطابة لأسباب سياسية فأخرج دررا من تراثنا العريق، يقول بعدما توقف عن الخطابة: "بعد ذلك جلست وقمت بتحقيق بعض كتب الحديث ولله الحمد، يعني تقريبا 40 إلى 50 كتابا حديثيا حتى الآن حققتها، أما التآليف فليس لي إلا بعض الرسائل، وأما بقية الأشياء فهي عبارة عن تحقيقات".ومن أعماله الجليلة التي كانت سببا في شهرته لما اتصفت به من ضخامة وجودةٍ تحقيقُه لكتاب: "جامع الأصول" لابن الأثير، يقول: "وكنت حققت في الشام كتاب جامع الأصول لابن الأثير الجَزَري، واشتغلت به خمس سنوات في تحقيقه، وهذا الكتاب يجمع موطأ الإمام مالك، والبخاري ومسلم وأبا داود والترمذي والنسائي، فعملت به، ورجعت إلى كثير من الكتب أثناء تحقيقي لمثل هذا الحديث".ومن أهم الكتب التي حققها الشيخ بمفرده: كتاب التوابين لابن قدامة المقدسي. وكتاب الأذكار للنووي. وكتاب الشفا في تعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض. و"تحفة المودود" لابن القيم، كما أخرج بالاشتراك مع الشيخ شعيب الأرناؤوط مجموعة قيمة من كتب التراث أهمها: زاد المسير في علم التفسير، لابن الجوزي في 9 مجلدات، والمبدع في شرح المقنع، لابن مفلح في 8 مجلدات، وروضة الطالبين، للنووي في 12 مجلدا، وزاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم 5 مجلدات. وجلاء الأفهام في الصلاة على خير الأنام لابن القيم مجلد، وغيرها.من آرائه الحديثية:ليس للشيخ عبد القادر منهج يستقل به عن محدثي الأمة، فطريقته في المصطلح وفي التحقيق تحت مظلة علمائنا الأفذاذ، فكان يفضل العمل بآراء علماء الحديث وشرطه، وهو لذلك يأخذ برأي الإمام النووي رحمه الله في تصحيح الحديث وتضعيفه الذي يقول فيه: "يجوز لمن ملك خبرة بهذا الفن وقويت معرفته أن يصحح ويحسن حسب قواعد مصطلح الحديث عند العلماء"، ففي الحديث المرسل -مثلا– يصف منهجه فيقول: "أعمل برأي الإمام الشافعي رحمه الله الذي يقول بأن المرسل ضعيفه لا يُعمل به إلا إذا وجد للحديث طرق وشواهد، فعند ذلك يعمل به".وإذا كان الخبر ضعيفا فإنه يبحث في طرقه المختلفة وشواهده، فإذا تقوى بتعدد الطرق، أو بالشواهد حكم عليه بالصحة أو الحسن تبعا لمنزلة تلك الطرق والشواهد، وما لم يجد له ما يقويه يحكم عليه بالضعف معززا ما ذهب إليه الحفاظ من أئمة الحديث الذين عُنوا بذلك.جهوده في الدعوة إلى الله:ولم تقتصر جهود عبد القادر الأرناؤوط على اهتمامه بعلوم الحديث وتحقيق التراث الإسلامي، بل كان في حلبة الصراع مع الفئات الضالة، والأفكار المنحرفة من خلال الوسائل المتعددة للدعوة إلى الله تعالى تدريسًا وخطابة وغير ذلك، يقول: "كنت إماما في عدة المساجد، وكنت خطيبا في أكثر من مسجد، مسجدين أو ثلاثة، في المدة الأخيرة كنت خطيبا في جامع اسمه الجامع المحمدي، وهذا عندما استلمته كان جديدا، فتردد عليّ كثير من الشباب، وكانوا يسمعون الخطب ويسألون، وكنت دائما عقب خطبة الجمعة أعمل أسئلة وأجوبة، فيأتي الشباب فيسألون ويُجابون على هذه الأسئلة".ولقد كان الشيخ الأرناؤوط ـ الذي مات وخلف من الأولاد أحد عشر: ثمانية ذكور، وثلاث بنات ـ كبير المقام عند أهل العلم، يعرفون له قدره، يعرف لهم قدرهم، ويتأدب معهم بأدب الخلاف، ويتأدبون معه، ولا أدل على ذلك من علاقته بالشيخ ناصر الدين الألباني والشيخ عبد العزيز بن باز، رحم الله الجميع، وأخلف الأمة فيهم خيرا(*).
* للاستزادة من أخبار الشيخ الشخصية والعلمية هناك رسالة في كلية الشريعة بدمشق بعنوان: "كشف اللثام عن أحد محدّثي الشام؛ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط".
رحيل خادم السنة حسام الجزار يقول... إن نور النبوة يضيء لنا طريقنا، ويأخذ بأيدينا إلى غايتنا المنشودة، ولقد سخر الله لنا من يحمل إلينا هذا النور، لا يسألوننا أجرًا على ما يقومون به، بل يريدون وجه الله ـ نحسبهم كذلك ـ منهم من رحل عنا، ومنهم من ينتظر، ولقد كان الشيخ عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله ممن رحل عنا، بعد أن حمل إلينا من نور النبوة قبسًا، أضاء لنا طريقنا، فمصيبتنا فيه كبيرة، نرجو من الله أن يأجرنا فيها، ويخلف لنا خيرًا منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق