الاثنين، 28 يناير 2008

تزوجت فخسرت نصف ديني ـ استشارة إيمانية


إحسان - فلسطين
الاسم
!تزوجت فخسرت نصف ديني
العنوان
السلوكيات
الموضوع
بمناسبة قدوم موسم الحج.. أقدم لكم نصيحة لكل مسلم، واستشارة، فلقد تركت فتاة أحبها لأن موعد خطبتنا تعارض مع موعد الحج، وفضلت أن أحج بيت الله على الخطبة، وحصل بيني وبين هذه الفتاة مشاكل بسبب هذا، وتركنا بعضنا، وبعد رجوعي من الحج بدأت أبحث عن فتاة أخرى، وبعد أن طال بي الزمن، ومللت البحث، وأنا أبحث عن زوجة، قبلت في النهاية بمن أشار علي بها أهلي، والنتيجة كانت كارثة.

يقولون إن الزواج إكمال لنصف الدين الآخر، ولكن ما حصل معي أنني خسرت النصف الأول، سبب لي الزواج تعاسة مرعبة، وبعد أن كنت ملتزماً، مستقر الإيمان، حافظاً لكتاب الله، أصبحت أؤدي العبادة كأني مجبور عليها، أؤديها وأنا مضطر، ولم أعد أحب أن أسمع كلام الدين والإيمان.

ولهذا فأنا – أولاً- أنصح كل مسلم ألا يتزوج إلا بمن إذا رآها يؤدم بينهما، أي يحبها، أو تتحرك مشاعره لها، ثم أبحث بعد ذلك في دينها وخلقها، وثانيا أطلب نصيحتكم ماذا أفعل؟ إنني أدخل بمرحلة من الكآبة تكاد أن تقتلني وتدمر ديني؟

السؤال
فريق الاستشارات الإيمانية
المستشار
الرد
يقول
الأستاذ وصفي عاشور أبو زيد:

أخي إحسان:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بك، وشكر الله لك ثقتك بإخوانك في شبكة "إسلام أون لاين.نت"، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا أهلا لهذه الثقة، وأن يتقبل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها لمخلوق حظا،...آمين...
ثم أما بعد:

فإنني أحييك ـ أخي إحسان ـ على ما فعلته حين قدَّمت الحج على الخطبة؛ إذ تعارض كل منهما، وأشعر أن عندك فقهاً للأوليات ظاهراً فيما فعلت، وهو الصحيح إن شاء الله.

ولا تدري لعل الله صرفك عن المخطوبة الأولى، لحكمة يعلمها سبحانه، ولا تعلمها أنت، فنحن البشر لا نرى أبعد من أقدامنا، ولا ندري ماذا سيقع بعد لحظة من اللحظات، قال تعالى: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)، أما وقد اختار الله لك ذلك فليكن ملء قلبك الرضا بقضاء الله، والاطمئنان إلى قدره، وربك يخلق ما يشاء ويختار.

وإنه من تمام إيمان المؤمن، بل من أركان إيمانه أن يؤمن إيمانا لا يخالطه شك، أن قدر الله هو الخير على كل حال، وأن ما أصاب المؤمن لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا.

وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يربون أبناءهم على هذه العقيدة، ويغرسونها في نفوسهم، قال: بلال بن رباح قال: سألت الوليد بن عبادة بن الصامت: كيف كانت وصية أبيك حين حضره الموت ؟ قال: يا بني أتق الله، وأعلم أنك لن تتقي الله ولن تبلغ العلم حتى تعبد الله وحده وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال:يا أبتي كيف لي أن أؤمن بالقدر خيره وشره ؟قال:تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكمن ليصيبك، فإن مت على هذا دخلت الجنة.

ونصف دينك الآخر –أخي الحبيب- لم يضع إن شاء الله، إنما الإنسان هو الذي يقرر إن كان يريد تضييعه من أجل امرأة أم لا، وأنت ـ بعقلك الكبير وفقهك المتميز- لا أظن أنك تقصد ما تقول، وإنما هي زفرات مكظوم، وأنّات مجروح، سرعان ما ستذهب مع الأيام إن شاء الله، والزمن جزء من العلاج، وبصحبة الأخيار من الناس، والرجوع إلى الله في كل وقت يتيسر لك كل عسير إن شاء الله.

قال صلى الله عليه وسلم :"إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبه ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة" .

أخي الكريم:
إن للحب بين الزوجين أسباب، ما أظن أنك أخذت بها، وكثير من الناس يقول: "لا يبدأ الود والتوافق بين الرجل والمرأة إلا بعد الزواج"، فلماذا لا تفكر في هذا؟

أعتقد أنك بحاجة إلى حوار هادئ بينك وبين زوجتك، تشخصان فيه الداء، وتصفان فيه الدواء، وتتفقان فيه على صيغة للحياة تتعايشان بها سوياً، وتبحثان بها عن أسباب السعادة الزوجية، وهي متوفرة بكثرة لا سيما على موقعكم "إسلام أون لاين.نت"، الذي تناول هذه المسألة بما فيه الكفاية.

وحتى تكون الأمور أكثر وضوحاً وتحديداً، فإنني أنصحك بالآتي:-
ابدأ بنفسك؟
اطو صفحة الماضي، وابدأ صفحة جديدة ليس فيها عتاب.
حاور زوجتك لتصلا سويا إلى نقاط الاتفاق وهي بالتأكيد كثيرة، ونقاط الخلاف التي نأمل إن شاء الله أن تكون قليلة جداً.
اقترب منها وأشعرها بحبك وودك، وتذكر قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
خذ بأسباب السعادة الزوجية، ودع النتائج على الله.
شاور أهل الرأي والخبرة ممن تثق في دينهم وخبرتهم.
ألزِم زوجتك بصحبة من تثق بهن من النساء، أصحاب الرأي، وأولي النهى وهن بفضل الله كثيرات.

وختاما؛
نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يفقهك في دينك، وأن يعينك على طاعته، وأن يصرف عنك معصيته، وان يرزقك رضاه و الجنة، وأن يعيذك من سخطه والنار، وأن يهدينا وإياك إلى الخير، وأن يصرف عنا وعنك شياطين الإنس والجن إنه سبحانه خير مأمول ..
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...

طالع أيضاً:
زوجتي "مشكلة".. الإيمان هو الحل
إجازة زوجية.. لاستعادة الرومانسية!
آليات عملية لحل الخلافات الزوجية
نكد الزوجات.. كــفاية؟!

ليست هناك تعليقات: