الخميس، 17 يناير 2008

حلقة استشارات دعوية عامة


الأستاذ وصفي عاشور أبو زيد
اسم الضيف
الباحث الشرعي بكلية دار العلوم
الوظيفة
استشارات دعوية عامة
موضوع الحوار
2005/12/8 الخميس
اليوم والتاريخ
مكة من... 19:30...إلى... 21:00 غرينتش من... 16:30...إلى...18:00
الوقت

المحرر -
الاسم
الوظيفة
هل بدأ الحوار
السؤال
الإخوة والأخوات.. لقد بدأت الاستشارات، وستتوالى الإجابات تباعاً إن شاء الله. ونرجو من الإخوة والأخوات الزوار مراعاة الالتزام بموضوع الحلقة، حيث إنه حول "استشارات دعوية عامة"، ونعتذر عن عدم الإجابة على الأسئلة التي تصلنا خارج الموضوع. ونرحب بأية أسئلة في موضوع اللقاء. وكذلك ننبه إلى أن إدخال الأسئلة للضيف يتم من خلال العلامة الوامضة "إدخال الأسئلة" في أعلى الصفحة أثناء التوقيت المحدد للحوار فقط.
الإجابة

فتاه مؤمنه - قطر
الاسم
الوظيفة
ما هي الطريقة المثالية لدعوة من هم في سن الحرج وهو بدايه بلوغهم لأنهم يشهدون وتغريهم الدنيا ولا أريد أن أرى أختي لا تصلي ولا تلبس الحجاب؟ وشكرا
السؤال
شكر الله لك اهتمامك بأمر دينك واهتمامك بأمر الدعوة أيضا وقبل أن تتعرفي على الطريقة المثالية للتعامل مع سن البلوغ يجب أولا أن تتعرفي على طبيعة هذه المرحلة من حيث متطلباتها عند من بلغوها، وطبيعة المطالب التي يتطلعون إليها. وذلك لأن هذه السن هي سن خطيرة يتعرض فيها الإنسان لكثير من النزعات والأهواء، وتتقلب فيها شخصيته بين طبيعة وأخرى ويتم فيها تشكيل ملامحه الفكرية والشخصية العامة فينبغي إدراك ذلك جيدا قبل الإقدام على دعوته وهو في هذه السن النوعية أما إغراء الدنيا وغيره فهذا يتعرض له الإنسان في كل مراحل حياته من الصبا إلى الموت، وإن كنت لا أنكر أن الفتوة تتيح له من هذه الأمور ما لا يتاح لغيره أما الصلاة فيجب معالجتها منذ الصبا كما علمتنا السنة: "مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر"، فإذا تعدى المرء هذه السن دون أن يجد من يأمره أو من يقتدي به فمن الصعوبة بمكان أن يلتزم بها على كبر، ومن شب على شيء شاب عليه وينبغي ـ أختي ـ أن تترفقي بإخوانك أو أخواتك عند دعوتهم وهم في هذه السن، فصاحب هذه السن يحتاج إلى نوع من التقدير والاحترام، وطول الاستماع، لأنه في هذه السن يشعر بذاته، ويحس أن له رأيا وشخصية فينبغي التعامل معه بمراعاة هذه الحيثيات أما إهمالها، وإغلاق منافذ الحوار أمامه، وإشعاره بأنه قليل الخبرة بالحياة أو لا دراية له بأمر ما، فهذا له أثره السيء عليك وعليه، ولن تجدي منه سوى علو الصوت والإعراض شيء من العطف، والحب، والاستماع، والاهتمام بمطالبه وأشواقه، وتقدير أفكاره واختياراته، يلين في يديك ويسمع منك، وتجدين منه كل سمع وحب وطاعة والله الموفق
الإجابة

فتاة مصرية -
الاسم
الوظيفة
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أبعث إليكم باستغاثتي لعلي أجد عندكم الجواب. أبي والحمد لله يصلي ولكن مشكلته أنه لا يصلي في المسجد. قبل سنتين كان يصلي في المسجد في رمضان، ولكن بمجرد أن ينتهي شهر الصيام لا أراه يذهب إلى المسجد، ظننت في البداية أنه يظن أنها نافلة، وأخبرت أمي بأن تحاول نصحه، ولكنه قال لها بأنه لا يذهب إلى المسجد؛ لأن قدمه بها خشونة في المفاصل، وهو لا يستطيع السجود ولكن في المساجد يوجد كراسي، ولكن أبي مع ذلك لا يذهب. المشكلة الكبرى هي أنني لا أعرف كيف أنصحه أو أوجهه، خاصة أن علاقتي مع أبي ليست بالعلاقة القوية؛ وذلك لانشغاله بالعمل؛ فيخرج من الصباح ثم يعود ليأكل، ويخرج مرة أخرى. أعلم أن هذا من أجلنا، ولكن إذا كان أبي قادرا على الخروج من الصباح إلى المساء من أجل العمل أفلا يكون قادرا على الخروج للقاء الرحمن؟ أخاف على أبي ولا أدري ماذا أفعل؟ فحتى الكلام بيننا لا يكثر كما هي علاقتي مع أمي.. ماذا أفعل؟ أرجوكم أريحوني أريد الاطمئنان على أبي.
السؤال
الأخت الكريمة ، شكر الله لك ثقتك بإخوانك في موقع إسلام أون لاين، ونسأل الله أن نكون أهلا لهذه الثقة. وأود أن أنوه بالتزامك الطيب، وحرصك على أبيك في أمر من أمور الدين، والاهتمام بأمر هو من شعائر الإسلام، فقد قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ". التحريم: 6. ونسأل الله لوالدك الكادح الصحة وأن يكتب له العافية ودوام العافية. ينبغي في البداية أن تتعرفي على حكم الصلاة في المسجد، وهي مسألة مختلف فيها بين الفقهاء، فمنهم من ذهب إلى أنها فرض كفاية، ومنهم من قال إنها سنة مؤكدة، هذا ـ بالطبع لا يقلل من قيمة أدائها في المسجد والتهوين من تركها أو التقليل من أجرها، فصلاة في المسجد جماعة خير من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة، والسعي إلى المساجد من الأمور التي يمحو الله بها الخطايا ويرفع بها الدرجات، إضافة إلى ما فيها من فوائد اجتماعية، حيث لقاء الإخوان والاطمئنان على أحوالهم والسؤال على غائبهم، وزيارة مريضهم، ومساعدة محتاجهم، وغير ذلك من طرق الخير التي تقوّي المجتمع وتعمل على ترابطه. لكن لا بأس أن يصلي الإنسان وحده منفردا لظروف ما على ألا يتخذ ذلك عادة وديدنا يسير عليه كأنه هو الأصل، فالأصل هو الصلاة في المسجد وحضور الجمع والجماعات. ومع ذلك فلا مانع من الترفق مع الأب وتوجيه النصح له بأدب وحب، كأن تمدحي كدحه وتعبه، وتدعي له أمامه بالرزق الحلال الطيب، وتذكريه بكل هذه الفوائد التي يجنيها من صلاة الجماعة، فإذا مرض وجد من يزوره، وإذا غاب لم يفقد من يسأل عليه، لا سيما في هذا العصر الذي شغل الناس وملأ أوقاتهم. ومن المهم أن تقوي صلتك بوالدك وتتقربي من قلبه أولا حتى يسمع منك ويتحاور معك، فإن لم تستطيعي ذلك فلا أقل من أن تبحثي عمن يحبه أو يؤثر فيه فيحثه برفق على هذا الأمر استباقا للخيرات، وتحصيلا للأجر والثواب. وبهذا تكونين برأت نفسك من ذلك ما دمت أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر بشروطه وضوابطه المعروفة، ونسأل الله لنا ولكم جميعا الهداية والتوفيق. ويفيدك أن تطلعي على هذه الاستشارة: -
أبي وأمي وأختي.. مشكلات دعوية!!
الإجابة

أم صالح -
الاسم
طالبة جامعية
الوظيفة
السلام عليكم أنا أحب الدعوة إلى الله، ولكني أرى المنكر ولا أعرف كيف أغيره، ولا يوجد عندي أسلوب؛ لدرجة أنه يوجد معي فتاة غير محجبة ولا أعرف كيف أبدأ معها وأناقشها..
السؤال
السيدة الفاضلة أم صالح، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد، فإن حبك للدعوة أمر محمود، وقد قال الله تعالى: " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ". فصلت: 33. ورغّب فيه النبي صلي الله عليه وسلم فقال يوما لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم". رواه البخاري. والدعوة إلى الله لابد لها من علم، " قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي". يوسف: 108. ولحمة الدعوة وسداها هي الحكمة والموعظة الحسنة: " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ". النحل: 125. فهذا أمر ينبغي تحصيله قبل الدعوة وأثناءها وبعدها وفي كل وقت، ولا يمتنع المسلم عن الدعوة مخافة الوقوع في الخطأ أو لقلة علمه، وقد قال النبي عليه السلام: "بلغوا عني ولو آية". رواه البخاري. بالإضافة لذلك الجزء النظري لابد من الاطلاع على سيرة من مارسوا هذا الأمر، والاستفادة من تجاربهم، فمن وعى التاريخ في صدره أضاف أعمارا إلى عمره. وبهذا يتكون لديك الكيفية والأسلوب. أما كيف تبدئين مع هذه الأخت المتبرجة فهو سهل ويسير، لكن أود أن ألفت نظرك إلى أمر مهم، وهو أن الحجاب أو النقاب ليس العلامة الفارقة على الالتزام بمعنى الكلمة، فما قيمة غطاء على رأس يمتلئ بالتفكير في معصية الله، أو امرأة محجبة وهي تعامل الناس معاملة غير لائقة، أو قلبها فارغ من الله ورسوله واليوم الآخر؟. ويحضرني في هذا المقام قصة لا بأس أن أقصها عليك للعبرة والإفادة، مما حدث للداعية الكبير الشيخ محمد الغزالي، رحمه الله: دخلتْ عليه في مكتبه ذات مرة امرأة متبرجة، تبدو عليها التوبة والانكسار، فكلمته وكلمها، وكان عند الشيخ شاب تبدو عليه مظاهر الالتزام، فلما خرجت المرأة نهر الشابُّ الشيخ الغزالي، وقال له يا شيخ: كيف تتحدث معها وهي متبرجة؟ فقال: يا بني! الطبيب يأتيه الصحيح والمريض ويتعامل مع هذا وذاك، وإذا قصرنا حديثنا على الملتزمين فما دورنا تجاه غيرهم، وما قيمة الدعوة والإسلام إذن؟ فقال له: كان ينبغي أولا أن تأمرها بالنقاب!! فقال له الشيخ: ما يسرني أن تأتيني منقبة وقلبها خال من الله ورسوله، فقال له: لا يصح أن تكلمها وهي متبرجة، فلم يطق الشيخ حديث الشاب وقال له: يا بني إنني لا أحسن جر الدين من أذياله كما تفعلون، إنما أؤسس البنيان وأشيد الأركان. فما لبثت أن جاءته بعد ذلك المرأة، وقد غطت رأسها وسترت عورتها. وهكذا يا أم صالح لا بد من التدرج وغرس العقيدة أولا، وملء قلبها بحب الله والخوف منه واليوم الآخر، فإذا صح الأساس صح فوقه كل شيء، وإذا فسد فسد كل شيء، حتى لو صح إلى حين. ويمكنك بعد إيقاظ قلبها أن تعيريها أشرطة الأستاذ وجدي غنيم والأستاذ عمرو خالد عن الحجاب، ففيها فائدة إن شاء الله. ويفيدك الاطلاع على: -
قواعدُ في الدعوة إلى الله - في دعوة الشباب..
الإجابة

محمد الحامد -
الاسم
الوظيفة
أنا داعية -أحسب نفسي كذلك ولا أزكيها والله حسيبي- منتظم في إحدى الجماعات الإسلامية العاملة، وأشعر بالفخر والأمان بهذا الانتماء، وأسأل الله أن يكتب أجري كاملاً. أنا موظف، ودوامي يمتد حتى الخامسة مساء، وبعد ذلك أذهب إلى بيتي سريعاً لآكل لقمة وأرى أبنائي لأخرج بعدها سريعاً إلى المسجد لأنخرط في عمل دعوي ونشاط تربوي وإداري حتى الحادية عشر ليلاً وأحيانا حتى منتصف الليل. وفي آخر الأسبوع أجدني محاطا بكم من الأعمال الدعوية والإدارية لينتهي الأسبوع ويبدأ الذي يليه مثله تماماً. وتمر الأيام وتنصرم وأنا في سعادة تغمرني. وإخواني سعداء بي أيضاً ويوكلون إلى العديد من المهام واللجان وأنا أقبل حرصاً على دعوة. المشكلة أني بدأت أشعر بتقصير في نواح عدة وبدأت أنظر إلى غيري من إخواني الدعاة وغيرهم من الآخرين؛ هم في سعة من الرزق وأنا في ضائقة، ولديهم أوقات يقضونها من أبنائهم ولا أبذل سوى النزر اليسير من وقتي لعائلتي؛ يتطورون علمياً وأكاديمياً ووظيفياً وأنا لا زلت كما أنا. بصراحة تراودني أفكار أن أستقيل من عملي الدعوي أو أتخفف منه لأتفرغ لبعض أعمالي الأخرى التي هي دنيوية في معظمها. أشعر بالألم أحيانا يعتصر قلبي؛ لأن شبابي يذهب ولما أتحصل فيه على ما ينفعني في كبري أو ينفع عائلتي. أشيروا علي هل أستقيل أم أنا في خير عظيم، أم هي سعادة وقتية وحماس شباب يتكسر على أعتاب الكهولة والهرم؟ أنا في حيرة من أمري؟؟ قد تنصحونني أن أوزع المهام بين إخواني وأتقاسم معهم الأعمال والهموم، وأقول: إنني أعيش في وسط تقل فيه الرواحل، وكل أخ من إخواني قد تحمل ما يطيقه، كثيرا كان أو قليلا. وأمر آخر يؤرقني وهو أنني أفكر كثيرا في أموري الدعوية والتربوية والإدارية مما يجافي عني النوم في كثير من الأحيان بل وعلى حساب عملي الوظيفي. أنا في حيرة من أمري؛ أحب دعوتي وفيها سعادتي وهي مصدر همي وأرقي.
السؤال
الأخ الكريم محمد الحامد، حفظك الله ورعاك، فقد ذكرني اسمك بعالم سوريا الجليل الشيخ محمد الحامد رحمه الله رحمة واسعة، وأسأل الله أن تقبل منك جهادك وأثابك عليه الأجر الجزيل. وبعد فقد أوقعتني معك في حيرة بالفعل؛ لأن معظم من يمارسون العمل الدعوي مثلك يعانون مما تعاني منه وربما أكثر. لكن قليل من التروي والتفكير الموضوعي والمتوازن ربما أوصلنا معك إلى حل هذه المعضلة التي أصبحت المعادلة الصعبة عند دعاة هذا العصر. وأسوق إليك رأيي في نقاط محددة: أولا: تركك للدعوة ليس حلا، بل ستتكالب عليك الدنيا وتملأ عليك وقتك، ولن تستطيع النوم أيضا من التفكير فيها والاهتمام بها، فضلا عن أن الدعوة قد تحولت فرضا عينيا عليك بعد أن سلكت سبيلها ، وتمرست عليها ، فأصبحت ماهرا فيها، والفرض الكفائي إذا سلكه المسلم انقلب فرضا عينيا عليه. ثانيا: انهماكك في الدعوة بهذا الشكل مأجور عليه إن شاء الله، لكن تقصيرك في واجبات أخرى له آثار خطيرة عليك وعلى أهلك وولدك، ولا أبالغ إن قلت إن له أثرا سيئا على العمل نفسه، فالله تعالى يقول: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"، وقد علمنا النبي عليه السلام أن لكل شيء حقا، وواجب علينا أن نعطي كل شيء حقه، وقصة أبي الدرداء وسلمان لا تخفى عليك، عندما غير سلمان حال أبي الدرداء وقال له: إن لكل شيء حقا فأعط كل ذي حق حقه، وأقره النبي على ذلك فقال: "صدق سلمان". أليس لأهلك عليك حق، أليس لولدك عليك حق، بل إن لنفسك عليك حقا، فلابد من الموازنة بين كل هذه الحقوق وعدم جور حق على حق، وإلا اختلت الحياة من حولك، واختلت نفسيتك، وشعرت بالحيرة والقلق والاضطراب. ثالثا: لا تنظر لغيرك ممن وسع الله عليهم، فهذا رزق مكتوب ومحسوم ولا مراء أو جدال فيه، ولست تدري هل الغنى بكثرة المال، وزيادة المرتبات، وكثرة الأعمال وغير ذلك، أم أنه في القناعة وغنى النفس والرضا بما قسم الله؟! واعلم ـ علمني الله وإياك ـ أن الله حكيم في رزقه وفي خلقه، فهو يهيئ المسلم ويهيئ حياته وظروفه المعيشية على قدر رزقه، وقد نهى الله عن النظر إلى غيرك في مثل هذه الأمور: " وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى". طه: 133. وقد وجهنا النبي عليه السلام إلى السلوك التربوي الذي يريح المسلم حين قال: "انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم". رواه مسلم عن أبي هريرة. رابعا: إذا كان عليك أن تراعي كل هذا فإن على إخوانك في الحركة معك واجبا لابد من مراعاته، وهو أن يراعوا ظروفك، ويعينوك على الموازنة بين واجباتك وعدم التقصير في شيء منها، وهو ما لم يفعلوه حينما قلت: " وإخواني سعداء بي أيضاً ويوكلون إلى العديد من المهام واللجان وأنا أقبل حرصاً على دعوة". وهذا من أكبر ما يعانيه الدعاة في هذا العصر بل في كل عصر. فإذا كان الداعية كريما مع زملائه الدعاة وحريصا على الدعوة والدعاة، فيجب عليهم أن يقوموا بواجبهم وهو النظر إلى ظروفه ومراعاة أحواله. أخيرا أخي محمد، ما حدث معك طبيعي جدا، وهو نتيجة حتمية لإهمالك في بعض الواجبات وتضييعك لبعض الحقوق، وهو ما أحدث خللا في حياتك وفي نفسك، ولا تستبعد أن تجد انزعاجا في بيتك من زوجتك التي ضيعت حقوقها، وأولادك الذين لا يرونك، وهم ثمرة فؤادك الذين سوف يدعون لك بعد رحيلك وانقطاع عملك، " وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا". النساء: 9. وأنصحك بالاطلاع على: -
واجبات الفرد نحو الجماعة.. وواجبات الجماعة نحو الفرد - المحنة وترك الجماعة.. اقرأ نفسك أولا - أجواء الجماعة تخنقني .. قم بدورك ثم تبصَّر
الإجابة

فتاة مصرية -
الاسم
الوظيفة
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد أولا أردت أن أشكركم جزيل الشكر؛ فقد سبق لي أن أرسلت استفسارات واستشارات، وتم الرد علي وجاء الجواب والحمد لله كالبلسم الشافي، أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم بإذن الله. ثانيا فأنا أصارحكم بما ضاق به صدري، وأرجو أن تتحملوني؛ فأنا أعتقد أني لو لم أصارحكم فسوف ينتهي بي الأمر إلى المرض؟؟ هذا العام هو أول عام لي في مدرسة الثانوية وقد سبق أن أرسلت لكم عن كيفية نصح صديقة لي.. ولكن عندما أتلفت من حولي الكثير والكثير من الفتيات في غفلة عن الآخرة والتهاء تام بالدنيا، حتى إن بعضهم لم يمسك القرآن منذ سنين، وبعضهم لا يعرف كيف يصلي لإهماله بالصلاة، وبعضهم- بل كثيرهم- يتهاون في الصلاة؛ فمنهم من يؤخرها أو يؤجلها ومنهم من يتركها (إذا أجبرتها الظروف كما تقول) كأن تكون في الخارج. الحقيقة أني اتخذت على نفسي عهدا ألا أسكت عن الحق مهما كان ولكني لا أدري من أين أبدأ؟ وكيف أدعو هذا الكم الهائل من الفتيات، خاصة وهن في سن المراهقة؟ ثم من يأخذ بيدي؟ أشعر بالضياع؟ أرجوكم أريحوني هل كل هذا الكم من الفتيات سآخذ ذنوبهن لأني رأيتهن على منكر ولم أقل أو أنصحهن؟ هل علي ذنوبهن؟ ثم كيف أدعو الفتيات اللاتي معي في المدرسة واللاتي لا يصلني بهن أي نوع من الصلات؛ فلا هي صديقتي أو زميلتي في نفس الصف مثلا أو نشاط مدرسي يجمعنا. مرة أخرى أسأل هل علي ذنوبهن؟ ومتى يكون الوقت مناسبا لإلقاء النصيحة؟ ثم أريدكم أن تنصحوني أيضا بشيء خاص بي وهو أني عندما أحتك بطبقات من الطالبات ويكون حياتهن هكذا (غيبة ونميمة وغناء ولهو ودنيا) أشعر بتعب نفسي وصدري يختنق فأريد مشورتكم.. ماذا أفعل كي يزاولني هذا الشعور؟ وشكرا، ووفقكم الله.
السؤال
الأخت الكريمة، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ونشكر لك ثقتك بالموقع والعاملين فيه والدعوة إلى الله تعالى كما تعلمين لها فضل عظيم وأجر كبير قد أشرت إلى طرف منه فيما سبق. لكن لكل إنسان طاقة، لا يستطيع أن يتحمل فوقها، وإذا حدث فلا بد من الاضطراب والفشل، ولهذا فإن الشارع الحكيم –سبحانه- لا يكلفنا إلا بما نطيق. والمرحلة التي تمرين بها أنت وزملاؤك مرحلة هامة في الحياة وخطيرة في نفس الوقت، والغالب فيها الانحراف والفساد كما هو مشاهد في مجتمعاتنا إلا من رحم الله. عليك أولا أن تكوني قدوة، وأن تكوني مثالا يحتذى بين زملاءك، وفي المقدمة من هذا كله أن تكوني متفوقة في دراستك، ويا حبذا أن يكون ترتيبك الأول، فهذا هو واجبك الأول، وعندها ستجدين زملاءك حولك يحبونك ويسمعون منك ويتمنون لقاءك، وهكذا، أما إن كنت فاشلة دراسيا فلن يلتفت إليك أحد، ولن يستجيب إليك أحد. وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر بعد ذلك سيكون سهلا ميسورا إن شاء الله، ولن تتحملي إثم كل هؤلاء بالطبع، فالإثم يترتب على كل ما استطعت أن تقدمي فيه نصحا ولم تقدمي، ولا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها. ومن المفيد جدا ـ بل الواجب ـ في مثل ذلك، أن تُكَوِّني فريقا من زملائك تتعاونون معا في هذا الأمر، فالله يقول: " وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ". آل عمران: 104. فالجهد الفردي مشكور مأجور في أمور الدعوة، لكن الجهد الجماعي له ميزات كثيرة، وثمرات أكثر، فاستعيني بصحبة صالحة، وأتقني فن الدعوة، ولا تيأسي من الإصلاح فإن عليك الدعوة وليس عليك النتائج، والله يوفقكم ويرعاكم. ويفيدك أن تطلعي على: -
قواعدُ في الدعوة إلى الله - في دعوة الشباب.. - مفاتيح قلوب الشباب.. صفاتٌ وطرق
الإجابة

ابو اسامة - المغرب
الاسم
موضف
الوظيفة
بعد السلام أنا متزوج وأب لطفلين.. سؤالي هو أن زوجتي لا تستيقظ في صلاة الفجر، وتصلي الصبح بعد أن تستيقظ، وكلما خاصمتها تقول وتتذرع بأنها تتعب طوال اليوم معنا أنا والأبناء، وتجد نفسها في الفجر متعبة، وأن المهم هو الصلاة الخمس.
السؤال
الأخ الكريم أبو أسامة الكريم حرصك على أن تؤدي زوجتك صلاة الفجر أمر محمود بل من واجباتك نحوها، فلكل منكما على الآخر حق العون في الحياة وعلى العبادة. ولا شك أن زوجتك ـ وغيرها من الزوجات ـ تقوم بجهد كبير مشكور مأجور إن شاء الله ومطلوب منك أن تكثر من الثناء على زوجتك ومدح الجهد الذي تقوم به، وكيف أن الله تعالى سيثيبها على رعايتها لك ولأولادك؛ فهي تؤدي دورا عظيما في الحياة. لا يقل عما تقوم به أنت بل يزيد وعليك بالرفق معها كما أوصانا الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فلا داعي للخصام أو علو الصوت، فالمدح يؤثر في النساء تأثير السحر ومن الوسائل التي تعينكما على الاستيقاظ ـ وأظن أنك تعرف ذلك ـ النوم مبكرا واتخاذ الأسباب التي تمكنكما من الاستيقاظ، والتفاهم معا والاتفاق على الاستيقاظ. وعليك أن تتدارس معها أجر صلاة الفجر وفضل وقتها خصوصا صلاة السنة التي هي خير من الدنيا وما فيها. وأسأل الله أن يرضى عنا وعنكم وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. وأنصحك أن تطلع على: -
مشاكلي تحرمني الصلاة.. نالي رُطَب "مريم" - رسالة من جماعة المسجد لمن لا يشهد صلاة الفجر - الأسباب المعينة على صلاة الفجر
الإجابة

aya - مصر
الاسم
teacher
الوظيفة
السؤال المحترم الأستاذ وصفي، أتوجه بهذا السؤال، خاصة أنني لمحت عنوان الحوار وهو استشارات دعوية عامة. ملخصه: في كثير من الأحوال يتعرض الإنسان لمواقف دعوية محيرة، وتكون أكثر حيرة حين تكون أطرافها من الدعاة، ويكون الحل في أعلى مستويات الصعوبة حين يكون الموقف المحير سلوكا مرفوضا. وعلى سبيل الحصر "سوء الظن" الذي يقع فيه عدة أشخاص بسبب أحد الدعاة، الذي يلجأ إلى الدفاع عن نفسه حين المواجهة الرقيقة بحجج قد تبدو مقنعة؛ لأنه ألحن في حجته من أخيه، فإذا كان الناس في حياتهم يلجئون إلى قوة الحجة لإقناع أنفسهم وإقناع الآخرين للدفاع عن أنفسهم.. فكيف يكون الأمر حين يصدر ذلك من داعية يمثل نموذجا أمام الآخرين؟ أرجو الإفادة، شاكرا لكم حسن الاستماع.
السؤال
الأخت الفاضلة آية السلام عليكم ورحمة الله فقد سألت عن مسألة حساسة يتعرض لها كثير من الدعاة في حقل الدعوة، فضلا عن عموم الناس وأحب أن أنبهك ـ وأنت في غنى عن ذلك ـ أن وصف "البشرية" أحيانا يفارقنا في الحكم على الناس خصوصا الدعاة، فإن الناس ينظرون إليهم سواء منهم أو من غيرهم نظرة فوقية لا يليق معها الخطأ، وعلى الدعاة أن يقدروا هذه النظرة حق قدرها فيحافظون على سلوكياتهم كي لا يسقطوا من أعين الناس أو من عين إخوانهم. وليس معنى كون الدعاة بشرا أن يستحلوا الحرام ويحرموا الحلال فهذا أمر منكور موزور لا يفعله مسلم فضلا عن داعية وحسن الظن بالمسلم هو الأصل حتى يثبت غيره، وعلى المسلم ألا يصدر عنه ما يسيء به ظن غيره به. فهذا الأخ صاحب الجدل ينبغي أن ُينصح برفق وأن يبين له خطر اللحن بالحجة خصوصا إذا تعلق الجدل بحق غيره من إخوانه، ففيه الإثم الكبير، فضلا عن سقوطه من عين إخوانه ومن عين المسلمين
الإجابة

أبو عمر -
الاسم
الوظيفة
ما هي المراجع التي تساعدني على أن أستطيع الدعوة إلى الله. وأيضاً للتصدي لمشاكل الدعوة الفردية؟
السؤال
الأخ الكريم أبو عمر المراجع الدعوية كثيرة جدا، ويمكنني أن أذكر لك أسماء أعلام تقرأ لهم بوجه عام. الشيخ البهي الخولي الشيخ محمد الغزالي الشيخ محمد قطب الشيخ سيد قطب الشيخ يوسف القرضاوي الشخ عائض القرني الشيخ فتحي يكن الأستاذ أبو الأعلى المودودي الشيخ أبو الحسن الندوي الدكتور مصطفى السباعي الشيخ محمد أحمد الراشد الشيخ عبد الكريم زيدان وغيرهم كثير، وفقك الله وأثابك خيرا، ولا تنسنا من دعائك
الإجابة

عبد الكريم -
الاسم
الوظيفة
زوجتي مجتهدة في العمل الدعوي ولكن أحيانا أشعر بتقصير منها في حالها العبادي؛ فما دوري تجاهها؟
السؤال
الأخ عبد الكريم الاجتهاد في الدعوة أمر لا يتنافى مع الاجتهاد في العبادة بل إن أصل الدعوة ومرتكزها الأكبر هو الاجتهاد في العبادة والقرب من الله تعالى. وإن اختلت هذه الصلة، فإن الاجتهاد في الدعوة لا بد أن يختل يوما ما، فيصاب الداعية بالفتور، أو الانقطاع أو الملل فعليك أن تبين لها هذه الأمور برفق وحب وخوف عليها وعلى مستقبلها فالرفق يأتي مع النساء بنتائج عظيمة مع امتداح عملها الدعوي واجتهادها فيه، ومدى مثوبة الله لها، لكن لا بد من تذكر أن هناك وقودا يحرك المسلم، وصلة لا تعوض بشيء أبدا وهي عبادة الإنسان لربه وقربه منه وأمله ورجاءه فيه.
الإجابة

أم يوسف -
الاسم
.............
الوظيفة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا على هذه الحوارات الحية وإتاحة الفرصة لنا للمشاركة. وسؤالي يتعلق بألاطفال، وهو: ما هي الطريقة التي نحبب بها الدين لهم، مثل الفرائض والأمور الواجب الالتزام بها؟
السؤال
الأخت العزيزة أم يوسف وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اعلمي أن لك دورا خطيرا في المجتمع بتربيتك أولادك وتنشئتهم على حب الدين، فأنت بذلك تنشئين مجتمعا جديدا، وتصلحين أمة بأسرها، فتخيلي لو أن كل أم تحرص عمليا على تنشئة أبنائها تنشئة دينية، وتربيهم تربية طيبة، لتغير حال المجتمع تغييرا كبيرا وإن أعظم طريقة وأنفع أسلوب يؤثر في الأطفال هو أسلوب القص ، فعليك بسردالقصص عليه تبين فضل الصلاة وتوضح أثرها على المسلم في حياته وفي آخرته. ومن الأساليب النافعة في ذلك أسلوب الثواب والعقاب، فإن قام بأداء فريضة مثل الصلاة أو غير ذلك فلا بد من إثابته على ذلك بتقديم الهدايا والأموال، بالإضافة إلى الثناء والثواب المعنوي، وإن قصر أو تهاون فهناك العقاب المادي، والمعنوي أيضا وإن كان شديدا على نفس الطفل. وعليك أيضاـ أختنا الكريمةـ أن تحيطي ابنك بصحبة طيبة حتى لا ينحرف مع المنحرفين، فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل وأسأل الله أن يجعل لك من أولادك قرة عين في الدنيا والآخرة.
الإجابة

a -
الاسم
الوظيفة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعرف شخصا عن طريق النت، قطعت علاقتي معه لأنها بدأت تتجه اتجاها آخر، لكن أردت أن أبعث له عن طريق الإيميل طبعا. هو يقول إنه ارتد لكن أرى لديه حقدا فظيعا على الرسول عليه الصلاة والسلام ومفاهيم خاطئة، حتى بدأت أعتقد أنه ليس مرتدا، بل قد يكون شيئا آخر. المهم هو يريد مواقع إلكترونية، فهل تنصحوني بموقع؟ وكيف أستفيد من النت في الدعوة، خصوصا بالمنتديات والمجموعات الإلكترونية؟
السؤال
لا يصح أن يبني المسلم أمور حياته على علاقات أو معلومات ربما تكون صحيحة أو تكون خاطئة، وعلاقات الشبكة الدولية يصدق عليها ذلك إلى حد كبير والأفضل من ذلك أن تنشغلي بنفسك وبمن حولك، وقضاياهم كثيرة ومتنوعة وغير متناهية، ومع ذلك فلا مانع من ممارسة الدعوة على الإنترنت بشروطها الشرعية التي تمنع المسلم عن الانحراف وتضمن له المصداقية والشفافية. ومواقع الإنترنت الهادفة كثيرة جدا منها موقع إسلام أون لاين، وإسلام توداي، وإسلام واي، وإسلام ويب، وغيرها كثير أما الاستفادة من المنتديات والمجموعات الإلكترونية في الدعوة إلى الله فهو أمر محمود والإسلام يحرص على الاستفادة من كل وسيلة حديثة واستثمارها لصالح الدعوة، فراسل من تعرفين بالمفيد والصالح من الأمور. وستجد في صفحتي دعوة ودعاة، واستشارات دعوية على الموقع الكثير من الموضوعات المفيدة في هذا الشأن.

ليست هناك تعليقات: