بنان - فلسطين
الاسم
في المجتمع المسلم .. هل أدعو غير المسلمين؟
العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تصفحت ما هو موجود في صفحة دعوة غير المسلمين، ولكني افتقدت ما يتعلق بدعوة غير المسلمين في البلاد الإسلامية، فهل علينا أن نكتفي بالدعوة عن طريق المعاملة والمخالطة والخلق الحسن والخدمات العامة التي يشترك فيها المسلم وغير المسلم أم من الممكن التوجه إلى أعمال دعوية منظمة موجهة لغير المسلمين، كالرسائل والكتيبات التعريفية بالإسلام، أو حتى محاولة النقاش في أمور العقيدة؟.
من مدة وأنا يشغلني هذا الأمر، ولكني أعزف عن التقدم فيه خشية الوقوع فيما ينفرهم ويخيفهم منا، أو حتى فتح باب العمل التبشيري في مجتمعاتنا الإسلامية، فنقع في محظور أكبر.
أفيدونا، وجزاكم الكريم خيرا.
السؤال
2007/02/28
التاريخ
دعوة غير المسلمين
الموضوع
الأستاذ وصفي عاشور أبو زيد
المستشار
الحل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فعليك السلام - أختنا الكريمة بنان - ورحمة الله وبركاته، وحيا الله أهلنا في فلسطين، وكتب الله لهم النصر والتمكين.
واعلمي أنه لا يؤثر في النفس البشرية أعظم من العمل، وأن يكون المسلم قدوة يقتدي به الناس في المجتمع، سواء كان المقتدون مسلمين أو غير مسلمين، ولعلك على علم بأن بلاد شرق آسيا دخلها الإسلام على أيدي التجار المسلمين، الذين ضربوا أروع الأمثال في الصدق والأمانة والسلوك الطيب والمعاملة الحسنة؛ مما كان له أبعد الأثر في تحول الناس إلى الإسلام.
وإذا كان السبيل العملي، وامتثال القدوة من الوسائل المهمة في الدعوة عموما سواء كانت دعوة المسلمين أو غير المسلمين، فإن الدعوة بالكتاب النافع، والشريط الهادف، والنشرة المختصرة المركزة لهي من الوسائل المؤثرة أيضا، على أن ندرك الفوارق بين مدعو وآخر: مسلما كان أم غير مسلم، وإن كان مسلما فلابد من مراعاة مستواه ومعرفة واقعه الشخصي حتى ينبني التعامل معه بناء صحيحا.
واعلمي أن هناك من المجتمعات ما لو تم فيها دعوة غير المسلمين إلى الإسلام لكان من ذا فتنة، وحدث تهييج للمجتمع لا نهاية له، وقد حذرنا الله تعالى من ذلك حينما قال: (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ)؛ ولهذا يرى بعض المفكرين حرمة هذه الدعوة من هذا اللون، حتى رأى بعضهم منع توزيع مناظرات الشيخ أحمد ديدات رحمه الله في مجتمعات إسلامية مسيحية.
ولكل مجتمع خصوصياته، فإن كانت دعوة غير المسلمين إلى الإسلام في مجتمع ما ستؤدي إلى فتنة بين أفراده وانقسام في نسيجه الاجتماعي، فهنا لابد من تقديم مصلحة المجتمع بأكمله ومراعاة استقراره على دعوة غير المسلمين.
وإن لم يكن لذلك أثر سلبي على النسيج العام للمجتمع، فيحسن بك أن تقدمي لغير المسلمين "عموميات" عن دين الإسلام كما هو موجود مثلا في كتاب: "مدخل لمعرفة الإسلام" لفضيلة الدكتور يوسف القرضاوي، أو كتاب: "تعريف عام بدين الإسلام" للشيخ الجليل علي الطنطاوي، أو كتاب: "هذا ديننا" للداعية الكبير محمد الغزالي، وهكذا.
ومن الأمور المهمة التي يجب أن تتنبهي لها أن تتبحري في دينك أولا قبل الخوض في دعوة غير المسلمين حتى تكوني على أرض صلبة مخافة أن تكوني على شفا جرف هار فتتحولي عن دينك، فتخسرين من حيث أردت الأجر والثواب.
ولئن كانت الدعوة مع المسلمين تتطلب فهما واسعا، واطلاعا كبيرا، وفقها في دين الله، فإن دعوة غير المسلمين تحتاج منك أن تكوني على علم بديانة من تدعين وعقائدهم وعباداتهم والشبهات المثارة والرد عليها ... إلخ، فضلا عن التضلع من دين الإسلام.
وإنني أرى أن نهتم بمجتمعاتنا الإسلامية، وبالمسلمين - خاصة إن كان في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام فتنة - الذين صاروا اليوم يعيشون مرحلة "الغثائية" التي تنبأ بها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المعروف، فإن المسلمين الذين تجاوزوا المليار وثلث المليار ليسوا في حاجة إلى زيادة في الكم بقدر ما هم في حاجة إلى تحسين وتجويد في الكيف؛ لنخرج من وصف "الغثائية" إلى وصف (خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ).ويفيدك - أختي الكريمة - في هذا الأمر مطالعة الاستشارات التالية:- دعوة غير المسلمين.. دع الخطوات تتبع الكلمات- بالحكمة والبينة.. دعوة المثقفين غير المسلمين- دار الإسلام ودار الكفر.. وكيف نتعامل مع غير المسلمين؟؟- في دعوة غير المسلمين .. نصائح وكتبوفقكم الله للخير وتقبل منا ومنكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق