السبت، 2 فبراير 2008

عقوق وترك صلاة و"عادة سرية" !! ـ استشارة إيمانية


فريدة - السودان
الاسم
عقوق وترك صلاة و"عادة سرية" !!
العنوان
العبادات
الموضوع
الأخوة الأفاضل .. سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته ..
أود أن أعرض عليكم بعض من مشاكلي الإيمانية .. لعلي أصلح من نفسي الآن ..

أولا أعرفكم بنفسي.. أنا فتاة في الحادية والعشرين من عمري ووالداي متدينان، وأحفظ القرآن، ورفقتي صالحة ومتدينة، فكل ما حولي يدعو للالتزام والإيمان في هذا السن ، ولكن لم يكن الأمر كذلك وأنا صغيرة.

المهم أنا ولله الحمد أستغفر الله كثيرا وأتوب إليه دائما وخاصة قبل النوم، إلا أنني ومع الأسف لا أؤدي الصلوات في أوقاتها وبصفة مستمرة.. بل أصلي يوما وأتركها أياما ثم أعود واستغفر وأدعو الله أن يعينني ، كما إنني عندما أصلي لا أكون في خشوع ويكون ذهني مليء بالأفكار والهواجس، كما أنني أؤدي النوافل إلا أمام الناس خوفا من أن أسقط من أعينهم ، والأفظع من ذلك أنني أكثر جدا من الاغتياب، وخاصة في حق أساتذتي، لدرجة أن بعض الزميلات.

كما إنني في بعض الأحيان عندما أغضب من والدي أتلفظ بكلمات لا تليق في حقهم، وإذا رأيت ما لا يعجبني بهم تكلمت معهم بأسلوب غير لائق تماما، خاصة أنهم أخطئوا في حقي وأنا صغيرة كثيرا، ودائما أذكرهم بما فعلوه ، وربما قلت لهم : أنتم لم تربوني ، وإنما ربتني الحياة ومن حولي.

كما أني أمارس العادة السرية في كثير من الأحيان، وأتمنى أن أرفع من إيماني بالله والخشية منه، وأحافظ على شرائع الإسلام كمسلمة متدينة، وأن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر.

أرجوكم أعينوني ووجهوني بخطوات عملية وفعالة.

السؤال
مجموعة مستشارين
المستشار
الرد
يقول
الأستاذ وصفي عاشور أبو زيد :

الأخت العزيزة..
أهلا وسهلا بك ، ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق..أما بعد.
فمن خلال كلامك نلاحظ أنه توفر لك منذ النشأة ما لم يتوفر لكثيرين غيرك من البيئة الإيمانية، والوالدان المتدينان، والرفقة الصالحة، وكل هذه عوامل تحمل الإنسان على الالتزام وإن لم يكن ملتزما، فكيف الحال لك وأنت تحفظين كتاب الله .

وأعلمي يا أختي أن كثيرا من الناس ينشأ في بيئة سيئة، وفي محيط غير ملتزم، ولكنه مع ذلك يحاول مجاهدة نفسه وحملها على الجادة، والسير بها إلى الطريق المستقيم.

لقد قلت أنك تحفظين كتاب الله، فعليك إذا أن تعلمي أن الكلمات التي تحفظينها في صدرك هي أغلى وأعظم كلام نزل من السماء إلى الأرض، وإنه من الواجب عليك أن تكرمي هذا الكلام وتقدريه حق قدره بالعمل الصالح.

أما ما ذكرتينه من قيامك بالاستغفار والتوبة إلى الله ، إلا أنك لا تحافظين على الصلاة يعد أمرا مناقضا، فلا يتصور أبدا أن يقوم إنسان بالنوافل من ذكر وقيام واستغفار ودعاء وهو مقصر في أعظم أركان الإسلام وهي الصلاة.. تلك الفريضة التي بها قيام الإسلام، فهي عموده وركنه الأكبر، ولا حظ في الإسلام لمن ضيعها.

إن المشكلة عندك ـ يا أختنا الكريمة ـ تكمن في خفوت شعلة الإيمان في قلبك، وضعف وجود الله في حياتك، وإلا لما كان حالك أن تصلي النوافل مخافة أن تسقطي في أعين الناس.. ألم تفكري في أنك ستسقطين من عين الله؟! وكم تساوي الحياة؟ وبكم تقدر الدنيا إذا ترك الله عبدا من عينه، وخلاه بعيدا عن عنايته ورعايته وتوفيقه عز وجل؟!

وعليك أختي السائلة..
ألا تعلقي أخطائك على تقصير أبويك في تربيتك، خاصة وأنك ذكرت أنهما متدينان ـ المهم ماذا قدمت أنت؟، وماذا أخذت من خطوات لدينك وأمتك؟، فإذا كان أبواك سيحاسبان على تقصيرهما في تربيتك ـ إن قصرا حقا ـ فإنك ستسألين أنت وحدك عن ما قدمت، وما أخرت.

ولا أريد أن أضع يدك على قيمة الوالدين ومكانتهما في الدين، لأنك بالتأكيد تعرفينها، حتى ولو كانا الأبوين على غير دين الإسلام حيث يقول الله عز وجل:( وصاحبهما في الدنيا معروفا) (وقل لهما قولا كريما).

فلابد وأن تعيدي النظر في حياتك، وأن توقني أنك ستسألين أمام الله وحدك (كل نفس بما كسبت رهينة) ( وكلكم آتيه يوم القيامة فردا ) ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة )، فمتى استشعرت هذه المسئولية وملأت قلبك بحب الله وخشيته في السر والعلن، فلن تجحدي تقصيرا في الفرائض.. بل ستجدين دافعا قويا نحو النوافل من ذكر وتسبيح وتهليل وقيام وغير ذلك من الطاعات، ولسوف يتغير أسلوبك مع والديك الملتزمين لا سيما وكل ما حولك يدعو للالتزام، ويشجع عليه.

ويضيف
الأستاذ عبد العظيم بدران :

أختنا الكريمة والعزيزة.. سلام الله عليك ورحمته وبركاته
أحمد الله الذي منَّ عليك بكل هذه النعم، الجليلة، والعظيمة حقا: فتاة في عنفوان شبابها، تحفظ كامل القرآن، أسرتها متدينة، تدرس في تخصص شرعي، رفقتها صالحة، نشيطة في الدعوة إلى الله... ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

ولا يقل أهمية عما ذكرتُه قبل قليل أنك تبصرين جيدا جوانب نفسك من الداخل، تميزين مواضع العطب، وتحددين أماكن الضعف، وتصفين المشكلة كما لا يستطيع أحد أن يصفها.. نعم، هذا أيضا شيء جيد، ومهم في حالتك، وكما يقولون: تشخيص الداء هو نصف الدواء.

أختنا الكريمة..
لقد تواصل فضل الله عليكِ بعد كل هذا، ومع كل ما أنت عليه.. ذلك لأن الله تعالى ما زال يريد لك الخير، على ما كان منك، ولهذا وفقك إلى إرسال هذا السؤال الذي تتمنين فيه رفع إيمانك بالله، وترجين التوجيه بخطوات عملية وفعالة لتتغيري قبل أن تتزوجي.

وقبل أن أغوص في شيء من التفاصيل، فإنني ألوم عليك في شيء ذكرته أنت، وهو أنك تداومين التأنيب والتقريع والتعنيف، الذي توجهينه لأبويك؛ لأنهما – كما تذكرين – أخطئوا في حقك وأنت صغيرة!.

ليكن ما تقولينه حقا، فهل من المناسب لك أن تداومي تعنيفهما على شيء مضى وانتهى؟ ومن من الناس لا يخطئ؟! إنهما أبواك على كل حال، وبرهما حق عليك وفرض ذكره الله تعالى بعد توحيده، وأنت تحفظين قول الله: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}.

لن أقف عند هذه طويلا، ويكفيني فيها الإشارة؛ لأنه يبدو لي أنك غير راضية عن تصرفك تجاههما، ولكني قبل أن أغادر هذه النقطة أنبهك بأن تتلفتي وتبحثي عن الأشياء الجميلة واللطيفة والنعم العظيمة التي تجدينها بالقرب من أبويك، والتي يفتقدها كثيرون على وجه البسيطة، وذكري نفسك بقول الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم: "تعس عبد أدرك أبويه أو أحدهما على الكبر ولم يدخلاه الجنة".

أختنا العزيزة ..
إن بين جوانحك نفسا لوامة، وهي التي أقسم بها رب العزة في قرآنه، لمكانتها العظيمة، نعم، هي لوامة لأنك تشكين في سؤالك ما تشكين.

من أجل هذا أدعوك ألا تدعي هذه الفرصة التي هيأها الله لك، بل صممي على التغيير إلى الأفضل، ولن يقوم بهذا التغيير إلا أنت، ولعل الله تعالى يجعل منا لك خير ناصح أمين.

إذا شئت التفصيل فيما أرسلته إلينا فسأحتاج لكل نقطة رسالة، تطول أو تقصر، ولكني أحاول أن أجمل وأشير، واللبيب تكفيه الإشارة :

• ابدئي بالتوجه الخالص إلى الله تعالى أن يعينك على تغيير حالك.

• حدثي نفسك بصوت مسموع، في خلوة من خلواتك، قولي لها وكرري: الله رقيب علي والله ناظر إليَّ، ولمن خاف مقام ربه جنتان، إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين.

• صافحي أبويك عندما تعودين، واطبعي على كفيهما قبلة الندم والمحبة والصفح الجميل، وليكن حالك معهما {عفا الله عما سلف}.

• توجهي إلى الله تعالى بهذا الدعاء: "اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام وأخرجنا من الظلمات إلى النور" ولتكن نيتك في هذا أن يحببك الله إلى أبويك.

• اطلبي من أحد صديقاتك الجادات أن تتابعك في أداء الفرائض، وليكن ذلك عن طريق جدول محاسبة مبسط.

• تذكري عندما يحدثك شيطانك، أو تغالبك نفسك على ترك صلاة مفروضة، بأن الموت يأتي بغتة، وأسمعي نفسك هذه العبارة: الموت يأتي بغتة، والقبر صندوق العمل.

• إذا سمعت الأذان فأسرعي، ودعي كل ما أنت عليه، ولا تؤجليها، فالصلاة خير وصلاح وفلاح، والله أكبر من كل شيء.

• توضئي وأسبغي الوضوء، ولتسبق الفريضة منك نافلة، عسى أن يعينك هذا على الخشوع في صلاة الفريضة.

• أخبري نفسك بأن الرياء شرك، والله تعالى لا يغفر أن يشرك به؛ لأن الله تعالى يقول في الحديث القدسي: "من عمل عملا أشرك فيه غيري ذهب وعمله"، وأول من تسعر بهم النار يوم القيامة: شهيد، وحامل للقرآن، ومنفق.. وما ذلك إلا بسبب الرياء، أعاذنا الله وإياك منه.

• لا تنفردي بنفسك دون حاجة، واشغلي نفسك بأعمال الخير دائما، ولا تعرضي نفسك للنظر إلى المحرمات والمناظر الخليعة المستفزة، عسى أن يبعدك هذا العادة السرية.

• داومي على المطالعة والدراسة والحوارات البناءة، والاتصال المدروس، واجعلي لنفسك هدفا في الحياة هو: خدمة الإسلام على درب رسول الإسلام. وفقك الله يا أم عمر، و جزاك الله خيرا. وتابعي معنا.

طالعي أيضاً :
13 وسيلة للحفاظ على الصلاة
والد عاق وبنت كارهة.. مشكلة مزمنة
الاستمناء.. برنامج عملي للخلاص

ليست هناك تعليقات: