الاثنين، 29 سبتمبر 2008

حلقة استشارات إيمانية في وداع رمضان


حلقة استشارات إيمانية
الاسم
أبو خالد
البريد الإليكتروني
الدولة
السؤال
السلام عليكم كل عام وانتم بخير استاذنا الكريم مر رمضان سريعا ولا اعلم هل ربحت فيه ام الاخري ، فكيف اعرف ذلك وكيف اعرف هل زاد ايماني ام لا ؟


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
فإننا نسمع كثيرا من الخطباء والوعاظ عن مدى سرعة مرور هذا الشهر الكريم منذ بدايته، ولكن من تأمل رمضان وغير رمضان وجد أن هذه سنة الله في الأيام، فأيام رمضان كأيام غيره في المرور وسرعة الانقضاء، وكل يوم يمر فلا يعود، وهكذا الدنيا كلها محطة سريعة ثم ينقضي العمر.
واعلم ـ أخي أبو خالد ـ أن من علامات قبول الطاعة أن يوفقك الله لطاعة أخرى مصداقا لقوله تعالى: " وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ". محمد: 17. فالذي يسلك طريق الهداية ييسر الله له سبله، ويذلل له مسالكه، ويعبد له طرقه، فلا يجد من العقبات والموانع والصوارف ما يحجبه عن طاعة الله والسير في طريق هداه.
ومن علامات زيادة الإيمان إقبال المسلم على الطاعة، فيجده الله محسنا في الفرائض متقنا لها بإخلاص وتجرد ويقين، وأنه لا يزال يتقرب إلى الله تعالى بالنوافل، فالصيام ليست نهايته ـ عنده ـ رمضان، فهناك الستة من شوال، وهناك الاثنين والخميس، وهناك ثلاثة أيام من كل شهر، وكذلك القيام لا ينتهي بانتهاء رمضان، فهناك القيام والتهجد، وفضائل الثلث الأخير من الليل، ولا ينتهي الجود بصدقة الفطر وفعل الخيرات بانقضاء رمضان، إنما هو ممتد في بقية العام، وهكذا.
فمتى كان المؤمن مقبلا على طاعة الله، رقيق النفس، خاشع القلب، قريب الدمعة، معرضا عن سفاسف الأمور، ومتحليا بالأخلاق الحميدة، فإيمانه في ازدياد بإذن الله، والله معك، زادنا الله وإياكم إيمانا وهدى.


مسلمة
البريد الإليكتروني
sherinsa@maktoob.com
الدولة
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارجو من سيادتكم مساعدنى فى علاج قلبى من الفتور فى العبادة لقد كنت ملتزمة اصلى واقراء القرآن يوميا واتقرب لله بالنوافل ولازلت افعل هذا لكنى اشعر بعدم الاخلاص وعدم الخشوع واخشى من سوء الخاتمة ارجو ان تساعدونى فهناك وساوس تروادنى اثناء قراءة القرآن تشكك فيه واخرى تراودنى تحضنى على الفواحش ولا اعلم كيف اطردها من ذهنى حتى فى رمضان فهل هذا دليل على ان نفسى امرة بالسوء وماذا افعل معها جزاكم الله خيرا


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
فإن إحساس المؤمن بمداخلات نفسه حول الرياء والنفاق وعدم الإخلاص لهو دليل على الإخلاص لله تعالى، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن أبي هريرة؛ قال : جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: "وقد وجدتموه؟" قالوا: نعم. قال" ذاك صريح الإيمان". رواه مسلم.ومعنى: (إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم) أي يجد أحدنا التكلم به عظيما، لاستحالته في حقه سبحانه وتعالى. (ذاك صريح الإيمان) معناه: سبب الوسوسة محض الإيمان. أو الوسوسة علامة محض الإيمان".
أما الفتور فهذا أمر يشعر به كثير من المسلمين، وهي حالة كسل بعد نشاط يصاب بها الإنسان، وربما تساوي ضعف الإيمان، ومن أجل دفع الفتور لابد من العمل على زيادة رصيد الإيمان في قلب المؤمن، ومن وسائل ذلك:
دوام مراقبة الله، ومحاسبة النفس، وذكر الله، وتدبر القرآن، والانكسار بين يدي الله تعالى، والدعاء له بضراعة وبكاء، أن يخلصك من هذه الحالة، ويبعد عنك تلك الوساوس، وما ذلك على الله بعزيز.

الاسم
حامد
البريد الإليكتروني
الدولة
العراق
السؤال
في رمضان تكون همة الانسان عالية فإذا ما انقضي رمضان ضعفت الهمم فكيف احافظ علي همتي بعد رمضان ؟

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
من الضروري لكل ذي قلب أن يراجع نصوص القرآن والسنة حول صفات وخصائص الدنيا والآخرة، كي يعيد التوازن إلى حياته ، ويزيد من ثوابت الإيمان استعدادًا للقاء الرحمن ، وينال من رضاه وجنته ما يجعله سعيدًا في معاشه ومعاده .
وقد كان لأصحاب رسول الله ثوابت عامة إيمانية ، وثوابت خاصة لكل منهم في جانب نبغ فيه من جوانب الخير، و نحتاج أن نكتشف أنفسنا لتكون لنا الصبغة العامة والثوابت الخاصة .

فمن ثوابت الإيمان بعد رمضان:
1ـ الانتقال إلى عمارة المساجد عددًا ونوعًا في توسيع رسالة المسجد الروحية والعلمية والصحية والاجتماعية والفنية .
2ـ تجويد القرآن والانتظام في ختمه قراءة ومعايشة لآياته تدبرًا بالعقل وتأثرًا بالقلب، وتغيرًا بالنفس، وإنشاء حَِلق للقرآن في المساجد والمدارس والبيوت .
3ـ الاحتفاظ بقدر من الصيام طوال العام سواء الست البيض أم عرفة وتاسوعاء وعاشوراء وشعبان والاثنين والخميس ولكسر الشهوة أو الصيام الواجب نذرًا أو كفارة .

4ـ الاندماج في أعمال البر ومؤسسات النفع العام قتلا للرتابة وملأ للفراغ بما ينفع الناس ، ويجعل لحياة الإنسان قيمة عليا في الدنيا والآخرة .

ومن الجوانب العملية المفيدة في الالتزام بثوابت الإيمان بعد رمضان العلم المنهجي الذي يزيل الشبهات، ويزكي الطاقات والقدرات ، ثم مجاهدة النفس التي تعالج نزغات الهوى وضغط الشهوات، ومعاقبة النفس إن تخلت عن ثابت من ثوابت الآخرة ، بترك ثابت من ثوابت الدنيا .

إبراهيم غالب
البريد الإليكتروني
almesbahi1@yemen.net.ye
الدولة
اليمن
السؤال
كيف نودع رمضان و كيف نعرف اناكنا من المقبولين في رمضان

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
الخروج من شهر الصيام أو القرب من الخروج منه ينبغي أن يكون قلب الإنسان فيه واجفا خائفا ألا يتقبل الله منا، فيظل الإنسان يدعو ويجأر إلى الله أن يتقبل منه الصلاة والصيام والقيام والزكاة وكل الطاعات.
وإذا بقي في رمضان يوم أو يومان، ساعة أو ساعتان، فعلى المسلم أن يجتهد فيها أملا في رحمة الله ومغفرته، وطمعا في العتق من النيران، فلعل الله لا يغفر للبعض إلا في هذه الساعة.
ومن هنا لا ينبغي أبدا أن نشيع مثل هذا الخطاب التعجيزي والتيئيسي منذ أول يوم في رمضان؛ حيث يصرخ الدعاة والوعاظ في وجوه الناس أن رمضان قد انتهى وولى، خسر فيه من خسر وربح فيه من ربح؛ لأن من شأن هذا أن يعجِّز عالي الهمة، ويجعل المقصر أكثر تقصيرا وإعراضا عما يمكن أن يقوم به فيما تبقى من رمضان.
فعلى المسلم أن يستثمر كل لحظة بقيت في رمضان، وقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطها أمة قبلهم خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا ويزين الله عز وجل كل يوم جنته ثم يقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك ويصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره ويغفر لهم في آخر ليلة، قيل يا رسول الله أهي ليلة القدر قال لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله".

ومعرفة القبول على وجه اليقين لا يعلمه إلا الله، وهذا من شأنه أن يجعل المسلم يزيد في دعائه وتضرعه إلى الله اأن يجعله في عداد المقبولين الفائزين، ولكن من علامات القبول أن يوفق الله عبده إلى الاستقامة على الإيمان، والثبات على الطاعات بعد رمضان، والله أعلم.

الاسم
راوية
البريد الإليكتروني
الدولة
السؤال
دعوة الله باخلاص شديد خلال رمضان فهل سيتحقق دعائي؟ ام قد لايتحقق؟ وكيف امنع اليأس و القنوط عن نفسي؟ واستمر بالعبادة كما يرضي الله و كما ينبغي لنور وجهه الكريم؟ وماهي الذنوب التي تجلب البلاء و تحبس الدعاء؟

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

اعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن الله تعالى وعد بإجابة الدعاء، فهو القائل جل شأنه: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم"، وقال: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان".
ولكن ـ كما تعلمين ـ ليس معنى إجابة الدعاء أن يتحقق أمام عينيك، وإن كانت هذه من صور تحقق الدعاء، فقد قال العلماء: يستجاب الدعاء بثلاثة أشكال: تعجل إجابته في الدنيا، أو تؤخر له في الآخرة، أو يغفر لصاحبه بمقدار ما دعا.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "ما من رجل يدعو بدعاء إلا استجيب له، فإما أن يعجل له في الدنيا، وإما أن يؤخر له في الآخرة، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بمقدار ما دعا".
وذكروا أنه يستجاب يقيناً إذا توافرت شروط أربعة:
- اليقين في الإجابة: "ادعوا الله وأنتم موقنون في الإجابة".
- الخشوع بين يدي الله والذل: "اعلموا أن الله لا يستجيب الدعاء من قلب غافل لاه".
- عدم الاستعجال: "يستجاب لأحدكم ما لم يستعجل، يقول قد دعوت وقد دعوت، فلم أر يستجاب لي، فيترك الدعاء"
- أكل الحلال: "أطب مطمعك تكن مستجاب الدعوة".

وإذا اتصلت بالله تعالى وقويت صلتك به فلن يكون لليأس ولا للقنوط إليك سبيلا، فإنه ليس من شيم المؤمنين، ولا من صفات المتقين، وإنما هو من لوازم الكفر والضلال كما ذكر القرآن الكريم، وقانا والله وإياكم شر الكفر والضلال.
والوسائل التي ذكرتها في إجابتي على الأخ حامد فيها من عوامل الثبات على الطاعة ما يمكن أن يوفق الله به.
ومن المشهور من الذنوب التي تحبس الدعاء :

ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد ورد عن المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام : {لتأمرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر ، أو ليسلـّطـَن اللهُ شراركم على خياركم ، فيدعو خياركم فلا يـُستجاب لهم}

ومن المؤكـّد أنّ الطعام والملبس الحرام من موانع الاستجابة : فعن المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام لمن قال له: أحب أن يستجاب دعائي : طهـّر مأكلك ولا تـُدخل بطنك الحرام }
وحتماً الكسب الحرام يحبس الدعاء ، فعن المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام : { أطب كسبك تـُستجـَب دعوتـُكَ ، فإنّ الرجلَ يرفعُ اللقمة إلى فيه حراماً ، فما تـُستجابُ دعوتهُ أربعين يوماً }


كما أنّ الذنوب بشكلٍ عام من أهم أسباب حبس الدعاء ، ومن المؤكـّد أيضاً أن حبس حقوق العباد وحقوق الله وتأخيرها مـِن أبرز عوامل حبس الدعاء، واللهُ هو الموفـِّق.

الاسم
هيمن
البريد الإليكتروني
hemn_iq@yahoo.com
الدولة
العراق
السؤال
السلام عليكم استاذى ما هو وصيت النبى صلى الله عليه وسلم للاستقامة لمابعد رمضان؟


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
لا أعرف للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصية خاصة للاستقامة بعد رمضان، وإنما هناك ما سبق ذكره في الإجابات على أسئلة الإخوة من الاجتهاد في الطاعة، والاستمرار عليها، وممارسة الدعوة إلى الله، والدعاء الخاشع أن يتقبل الله الصيام والقيام والصدقات، ومحاولة استصحاب روح رمضان بعده، واستشراف رمضان القادم، والدعاء أن يبلغنا الله إياه.

ليست هناك تعليقات: