الاثنين، 7 أبريل 2008

الدكتور زويل: توفير الحريات ضرورة للإبداع العلمي

الدكتور زويل: توفير الحريات ضرورة للإبداع العلمي
بقلم/ وصفي عاشور أبو زيد
باحث في العلوم الشرعيةاستضاف برنامج «البيت بيتك» علي القناة الثانية يوم السبت 5/2 العالم المصري الدكتور أحمد زويل, وكانت حلقة مهمة» حيث تحدث عن لمحات متعددة: شخصية, وعلمية, وفكرية, وإصلاحية, وغير ذلك.وكان من أهم ما قاله الدكتور زويل: ثلاثيتان يراهما ضرورة للتقدم العلمي في مصر وغيرها. أما الثلاثية الأولي فهي خاصة بالبحث العلمي, ركنها الأول: البحث العلمي الجاد الذي لا يُبتغي منه التدرج في المناصب الجامعية العلمية, بل الذي يضيف جديدًا بحق في مجال العلم. والركن الثاني: هو أن يتم تفعيل هذا البحث بالتكنولوجيات والحياة العملية والعلمية, حتي يتم التطوير العلمي ويتحقق التقدم التكنولوجي لمجتمع من المجتمعات, وإلا فلا قيمة حقيقية لأبحاث لا علاقة لها بتكنولوجيات الحياة والواقع. وأما الركن الثالث: فهو أن يشارك هذا البحث في تكوين المجتمع الثقافي والمعرفي.وأما الثلاثية الثانية, وهي الأهم» لأنها سابقة علي المنظومة السابقة, وبغيرها لا يمكن أن تتاح منظومة البحث, فهي منظومة المناخ الذي ينبغي أن يُهيأ للبحث العلمي.وذكر أن ركنها الأول: هو الإصلاح السياسي الذي يأتي علي رأسه توفير الحريات, حيث يجب أن نوفر الحريات إذا أردنا أن يكون في مجتمعنا فكر وإبداع» لأن الخوف من النقد مثلاً يقتل الإبداع والفكر الجديد, وبدون توفير الحرية للنقد والرأي الآخر في مجتمع ما, لا يمكن أن يكون هناك إبداع. والركن الثاني: هو الإصلاح الاقتصادي, الذي يجب أن يوفر الميزانية اللائقة بالبحث العلمي, وأشار إلي أننا لو ضاعفنا ميزانية البحث العلمي الموجودة حاليًا ثلاث مرات لا تكفي أبدًا لإنجاز بحث علمي حقيقي يتناسب مع تكنولوجيا العالم. وأما الركن الثالث: فهو الإصلاح العلمي, ويشمل مناهج التعليم, وكل ما يتصل بمقومات البحث العلمي الذي لن يكون قبل الإصلاح السياسي والاقتصادي.وعلي الرغم من أن وقت البرنامج قد تعدي ثلاث ساعات إلا أن هذا الكلام لم يستغرق دقيقة كاملة» حيث كلما أراد أن يتحدث الدكتور زويل في هذه الأمور بالغة الأهمية في الإبداع والبحث العلمي لاحقه الإذاعي محمود سعد- من مقدمي البرنامج- وحاصره بالأسئلة الأخري مثل قصته مع أم كلثوم, وماذا يحب لها, وما خصائص صوتها وأدائها وغير ذلك مما لا يفيدنا شيئًا في واقعنا, ولا ينهض بتخلفنا, ولا يليق أصلاً بشخصية في وزن الدكتور زويل, ومع ذلك لا يقاطعه في الحديث عن أم كلثوم بل يترك له العنان ويتيح له الاتصالات الهاتفية الخارجية وبعض اللقطات والحفلات الغنائية النادرة لها.ويعود الدكتور زويل بعد فترة للحديث عن ضرورة توفير المناخ العلمي المناسب في مصر, وضرورة تغيير المنظومة بأسرها إن أردنا تقدمًا علميًا علي المستوي العالمي, ويقاطعه الإذاعي محمود سعد -في أسلوب غير لائق- مرة أخري بالحديث عن أم كلثوم حتي لا يتكلم في المحظور أو يتعدي الخطوط الحمراء, في حين أن أي دولة تستضيف هذا العالم تحاول أن تستفيد من علمه, وأن يرسم لها الطريق السليم.. بينما أنه حين يستضاف في مصر -ونادرًا ما يحدث- نتحدث معه عن الأغاني والمسلسلات.ولن تتقدم مصر أبدًا ولا غيرها إذا حوصر الحديث عن أسباب تخلفنا بشفافية وجرأة وشجاعة, ووضع أسس ومعايير التقدم في المجال العلمي وغيره من المجالات. وينبغي ألا نبالغ في الحديث عن الغناء والمغنين, والفن والفنانين علي حساب الأساسيات والضروريات لأي مجتمع يريد أن يلحق بركب التطور.

جريدة آفاق عربية العدد 696 بتاريخ: 17/02/2005م

ليست هناك تعليقات: