الأربعاء، 5 يناير 2011

تكريمًا لنهى

تكريمًا لنهي


وصفي عاشور أبو زيد


رزقني الله بمولودة في ثالث أيام عيد الأضحي المبارك الثاني عشر من ذي الحجة 1426هـ 12/1/2006م. وكنت قد نويت أن أسميها نهي إحياء لاسم أختي ـ كانت شهرتها نهى، واسمها نقلة عاشور علي أبو زيد ـ التي اختطفها الموت من بيننا في 20 رجب 1424هـ/ الموافق 17/9/2003م. وكانت لاتزال في مقتبل العمر -24 عاما- حيث كانت تتمتع بصفات إنسانية نبيلة تجعل من فقدها مصيبة, ومن فراقها حزنا في القلب لا يمحوه اختلاف الليل والنهار.

ولكن خشيت أن تجدد هذه التسمية الحزن في القلب كلما تذكرت هذا الاسم الحبيب, ولكن حسم هذا التردد موافقة الاسم إحدي السيدات العظيمات التي صنعت موقفا بطوليا شجاعا أصبح مضرب الأمثال في العالمين, وهي المستشارة الدكتورة نهي الزيني -نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية- التي شاركت في الإشراف القضائي علي الانتخابات البرلمانية في دائرة بندر دمنهور يوم الأحد 20/11/2005م» إذ أدلت بشهادتها التي قضت بتزوير الانتخابات لصالح مرشح الحزب الوطني الدكتور مصطفي الفقي وأن الفائز الحقيقي هو مرشح الإخوان الدكتور محمد جمال حشمت।


استطاعت هذه المرأة أن تقوم بواجبها في مشهد نادر الوجود, وأن تصدع بكلمة الحق في زمن عز فيه من يعلي صوته في حرية وجرأة وشجاعة, وفي الوقت الذي ارتشي فيه كثير من القضاة الرجال, فشوهوا سمعة القضاء المصري محليا وعالميا, وباعوا مبادئهم وشرفهم بثمن بخس دراهم معدودة।هذا أقل ما يمكن أن نقدمه تكريما لها, وشدًا من أزرها, وتضامنا معها, وتكريما للقضاة الشرفاء الذين شهدوا معها, وتكريما لكل من يشهد بالصدق, ويصدع بكلمة الحق أيا كان عمله, وأيا كان موقعه.

وصفي عاشور أبو زيد

جريدة آفاق عربية عدد (745) 3 محرم 1427هـ/ 2 فبراير 2006م.

ليست هناك تعليقات: