الأربعاء، 24 يونيو 2009

الوسطية والبعد الحضاري


سلسلة الأمة الوسط (8)
الوسطية والبعد الحضاري

وصفي عاشور أبو زيد
Wasfy75@hotmail.com

"الوسطية والبعد الحضاري" هو عنوان الكتاب الثامن في سلسلة الأمة الوسط التي يصدرها المركز العالمي للوسطية بالكويت، للدكتور أحمد الراوي رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا.
ويحتوي الكتاب على مدخل وأربعة مباحث؛ كان المدخـل عن الوسطية وبُعدها الحضاري، والمبحث الأول في علاقة الحضارة والثقافة الإسلامية بالحضارات والثقافات الأخرى، والمبحث الثاني في الابتعاد عن هيمنة حضارة وثقافة واحدة على بقية الحضارات والثقافات، والمبحث الثالث عن ظروف ومتغيرات ومستجدات تحث على بلورة المشروع الحضاري الإسلامي، والمبحث الرابع عن معالم المشروع الحضاري الإسلامي المنشود.
أكد الراوي في المدخل على أنه باعتماد الوسَطيّةِ في الرؤيةِ والفكرِ والمعالجة ينبغي أن يتداعي أهلُ العلم والفكر والرأي للرد على محاولات تفريغ الإسلام من محتواه، وتعطيل رسالته أو تشويهها، كما ينبغي لهم بالمقابل التصدِّي لنزعات التشدد والتطرّف والغلوّ، وهي التي ساهمت هي الأخرى، وعلى نحوٍ وافرٍ، في تشويه فهمِ الإسلام وصورَتِه، وكان لها دورُها الملموسُ في التعمية على صورة الإسلام النقيّة، وأنّنا انطلاقاً من الفهم الوسطيِّ؛ نرى في تشجيع حوار الحضارات والثقافات الخيار الأفضل الذي يجب أن تتجه إليه جهود المسلمين وغيرهم بدل خيار الصدام الذي لا يمكن أن يكون في مصلحة أحد.

علاقة الحضارة الإسلامية بغيرها
وفي المبحث الأول من كتاب "الوسطية والبعد الحضاري" تحدث الدكتور أحمد الراوي عن علاقة الحضارة والثقافة الإسلامية بالحضارات والثقافات الأخرى مبينا قيام الحضارة الإسلامية بالفعل على أرضية التواصل الحضاري، وتميّزها حقاً بهذه الخصوصية في مسيرتها. وقد كان ذلك من بين العوامل الحاسمة التي أتاحت لها فرص الاستمرار لقرون طويلة في العطاء المتجدِّد، الذي شكّل في محصلته الحافلة حلقة هامة في التاريخ الإنساني.
وأشار الراوي أضرورة إدراك الدور الهام الذي اضطلع به مسلمو أوروبا، ومسلمو الغرب إجمالاً، في تشجيع الحوار بين الحضارات في هذه المرحلة الحساسة، وتفنيد حجج المنظرين لحتمية الصراع بينها، في مواقع متقدمة، فبالإضافة إلى الجهود الحثيثة التي بُذِلت في العالم الإسلامي خلال ذلك؛ كان أن التقت جهود مسلمي الغرب ومؤسساتهم مع أصوات الحكمة والتعقل في الفضاء الغربي، لتطوِّق الحريق الذي بدى وكأنه قابل لأن يأتي على حالة التعايش والوفاق والسلم الاجتماعي في لحظة تاريخية عصيبة.
وحذر من خطورة الانسياق وراء مرامي الذين يحمِّلون الحضارات والثقافات، وحتى الأديان، ما لا يمكن لها أن تحتمله، فإنّ الصراع إن وُجد، والصدام إن تحقّق، ليس دليلاً على انبثاق ذلك عن إرادات ثقافية أو حضارية أو دينية، وذلك حتى مع الملاحظات التي يمكن أن نوردها على بعض المضامين الثقافية والمفاهيم المتوارثة.
وفي ختام هذا المبحث قرر الراوي أن الدائرة الحضارية الواحدة تنطوي هي الأخرى على قدر غزيرٍ من التنوّع والتعددية، التي هي سمة الواقع البشري أينما كان؛ ولذا فإنّ محاولة تنميط الكيانات الحضارية ضمن قوالب أحادية جامدة، وتجاهل ما تنطوي عليه من تفاعلات داخلية وما تشتمل عليه من التدافع الضمني؛ هو نوع من التعسّف الذي يقود حتماً إلى مغالطات في التصوّر، وتجاوزات في ما يتفرّعُ عنه من أحكام.

هيمنة حضارة واحدة على بقية الحضارات
وفي المبحث الثاني تحدث الدكتور أحمد الراوي عن الابتعاد عن هيمنة حضارة وثقافة واحدة على بقية الحضارات والثقافات مؤكدا أن الحث على الحوار بين الدوائر الحضارية والثقافية مطلب لا غنى عنه في عالمنا اليوم، وذلك يقتضي دراسة السبل الكفيلة بإنضاج هذه العلاقة التفاعلية والرقيّ بها، والسعي إلى تحقيق حالة التكافؤ بين الأطراف الحضارية الفاعلة.
والمقصود بالتكافؤ هنا أن تكونَ العلاقةُ التفاعليةُ بين الحضاراتِ والثقافاتِ قائمةً على مبدأ الندِّيّة، وهي حالةٌ لا يتمُّ معها الشعورُ باستعلاء طرفٍ حضاري على الآخر، أو بهيمنةِ حضارةٍ على الحضاراتِ الأخرى، وأن يسودَ الاعتقادُ بأنّ كافة هذه الأطراف شريكةٌ في الميراث الإنساني العام، وبوسعها أن تساهم بجدارة في صنع الحاضر والمستقبل، وأن يتمّ إدراكُ هذه الحقيقة والتعامل بمقتضاها دون إلغاءٍ أو إقصاءٍ أو تهميش، وهي رسالة موجهة إلى "الذات" بقدر ما هي موجهة إلى "الآخر"؛ إذ ينبغي أن يُدركَ الواقفون في مواقع الريادة العالمية، أنّهم ليسوا وحدهم في ساحة الفعل الحضاري، لا في الماضي ولا في الحاضر فضلاً عن المستقبل، وأنّ بوسع الفاعلين الحضاريين الآخرين، بارزين كانوا أم كامنين، أن يبرهنوا بشكل أو بآخر على فاعليتهم التي قد يُحسب أنها خاملةٌ أو خامدةٌ، أو حتى يُظنُّ أنها قاصرةٌ أو منعدمةٌ بالكامل. كما يُدرِكُ بموجب ذلك من يرَوْن أنفسَهم في منأى عن مواقع الريادة تلك؛ أنّهم، وبحقّ، شركاء في السياق الحضاري الإنساني العام، وأنّ لديهم مخزوناً بالوسع البرهنة على جدواه في الفعل الحضاري في الحاضر وفي المستقبل.
ويؤكد الراوي أنه من شأنِ التكافؤِ بين الأطرافِ الحضارية الفاعلةِ؛ أن يعزِّز إدراكَ واقعِ التنوّع الحضاري والثقافي في عالمنا، والتعاملَ الإيجابي مع حالة التنوّعِ هذه باعتبارها إثراءً للتجربة الإنسانية المشتركة، مستنتجا أن الدائرةَ الحضارية الإسلامية بوسعها اليوم أن تستفيدَ من جملةِ الظروف والمتغيرات والمستجدات؛ في بلْوَرَةِ المشروعِ الحضاريِّ إياه وتقديمِه لذاتها وللعالم، لكن ما هي هذه الظروف والمتغيرات والمستجدات؟ وما هي معالم المشروع الحضاري الإسلامي الذي نقصد؟

الظروف والمتغيرات والمستجدات
أما عن الظروف والمتغيرات والمستجدات التي تحث على بلورة المشروع الحضاري فيقرر الراوي أنها تتلخص في ستة أمور:
الأول: إرهاصات الفراغ الفكري والفلسفي؛ حيث يرى رئيس المنظمات الإسلامية في أوربا أن العالم اليوم في حالة تبدو أحياناً وكأنها محكومةٌ بالفراغِ الفكريِّ والفلسفي؛ حيث كان العالم قبل عقدين أو أكثر يتنازعه قطبان فكريان: الرأسمالي والشيوعي، ثم انحسر الفكر الشيوعي وظل الفكر الرأسمالي الخيار الأوحد بلا منازع، ورغم ما يحمل من قِيَمٍ حضاريةٍ ساهمت في بروزه كالديمقراطية وحقوق الإنسان وغير ذلك؛ فإنّ هذا الانفراد لا ينطوي على نزعةٍ أُحادية ذات تداعياتٍ مقلقةٍ وحسب؛ وإنما يكشفُ النقاب عن حجم الفراغ الهائل الذي شغله هذا المذهب بلا مزاحمةٍ تُذكر، رغم التحفظات المثارة بشأنه في عديد من الدوائر الحضارية، بما فيها الدائرةُ الحضاريةُ الغربية.
الثاني: الفراغ الفكري والفلسفي بالنظر إلى المراجعات في نطاق المنظومة القيمية الغربية الحديثة، بمعنى أن المنظومة القِيَميّة الغربية الحديثة تتفكّك لحساب محاولات تفسيرية جديدة أو بفعل مراجعات "ما بعد الحداثة" ومداولاتها، ولكنّ هذه الأخيرة ليست منظومة فكرية جديدة بقدر ما هي اتجاه نقدي يمكن القول إنه يتولى نقض مسلّمات "الحداثة" وتقويض أسسها النظرية المتكرِّسة، أو كما يسميها بعضهم "استراتيجية تقويضيّة". وما يمكن الاتفاقُ عليه في هذا المقامِ هو أنّ تداعياتِ المراجعاتِ الفلسفية الراهنة في الفضاء الغربي تستدعي إعمالَ النظر، وخاصة من جانب المعنيِّين ببلورة مشروعٍ حضاريٍّ إسلاميٍّ قادرٍ على طرحِ خياراتٍ إنسانية أصيلة، ولا أقول بديلة، وفق نهج تكامليّ يتعامل بشكل بنّاء مع الجوانب الإيجابية مما هو قائم اليوم فيعزِّزها، ويتولى في الوقت ذاته طرح الحلول للجوانب السلبية الملموسة.
الثالث: استحقاقات القناعة بالإسلام، فعدد المسلمين اليوم يتجاوز المليار وثلث المليار نسمة أصبح الإسلام هو الخيار المُفضّل لدى معظمهم، بحمدِ الله وفضله، وقد تعزّزت القناعة بالإسلام على أنه النهجُ الأمثل وباعتباره يقدِّم الحلول أيضاً للأزمات والمشكلات المتفاقمة في الواقع المعاصر، وهذا بلا شك يمثل أرضيةً هامة، لكنّ البناء الفكري على هذه الأرضية يبدو أنه ما زال قاصراً بعض الشيء، أي أننا إزاءَ حالةٍ من الفراغ، لا بد من ملئها بالطريقة المُثلى؛ إذ لا يُقبل الاكتفاءُ بالعبارات العمومية دون الاكتراثِ بالتفاصيل، كما لا يصحّ الركونُ إلى معالجاتٍ فكريةٍ سطحيةٍ دون التناولِ المُعمّق ودون النفاذ إلى صميم القضايا المطروحة، ولا يجوز الاستئناس قبل ذلك وبعده بالشعارِ الذي يشير إلى أنّ "الإسلامَ هو الحلّ" دون البرنامج الذي يوضِّحُ كيفيةَ ذلك، أو الاكتفاء بإرادة الفعل دون السعي إلى التطبيق، ولن يمتلئ هذا الفراغِ إلا باعتماد الوسَطيّةِ في الرؤية والفكرِ والمعالجة، بعيدا عن الإفراط والتفريط، كما ينبغي بصفة خاصة أن يتداعى المفكرون المسلمون إلى التصدِّي لنزعات التشدد والتطرّف والغلوّ، وهي التي ساهمت في تشويه فهم الإسلام وصورته، وكان لها دورها الملموس في التعمية على صورة الإسلام النقيّة.
الرابع: معضلات عالقة، فالواقع الإنساني الذي تتجدّد معه المشكلاتُ والمعضلات يشهدُ على استعصاءِ بعضِها على المعالجة أو الحلّ بالأدوات المطروحة من جانب الفاعلين الذين يتبوءون اليوم مواقعَ الريادةِ العالميّة، وفي معضلة التنمية شاهد صارخ على ذلك، وكذلك مرض الإيدز الذي يتفشّى سنة وراء الأخرى، تاركاً عواقبَ كارثيةً متفاقمة، بينما يتم غضُّ الطّرْفِ عن خياراتٍ ممكنةٍ لمحاصرةِ المرَض وكبحِ جماحِهِ، وصولاً إلى تضييق الخناق عليه في حين أنّ تعزيز قِيَمِ الإيمانِ والتديّن والفضيلةِ وحماية الأسرة والمسؤولية الذاتية؛ بوسعها أن تشكِّلَ ملامحَ خيارٍ ناجعٍ في مواجهة آفة الإيدز المُقلقة، كما ينبغي كبحَ جماحِ الجشعِ المادي الذي يمثِّل أحدَ آفات الممارسة الرأسمالية المعاصرة، وهو الجشعُ الذي يتسبّبُ، مع عوامل أخرى؛ في عدم إتاحةِ العقاقير العلاجية اللازمة لمرضى الإيدز جميعاً على قدم المساواة.
الخامس: ديناميكية جديدة للتواصل والتأثير والبلاغ؛ فالتطورات التكنلوجية والاتصالاتية في عالمنا تطورت وتتطور بشكل مذهل، وقد ساهمت هذه المستجداتُ الباهرة في إيجاد أرضيةٍ جديدةٍ من التواصلِ بين البشر، ومن الإحساس بالذات والقدرة على التأثير، خاصةً وأنّ هذه التطوراتِ أوجدت فرصاً غيرَ مسبوقةٍ على صعيدِ التواصل التفاعلي، الذي لا يكتفي بالتلقِّي بل يملك القدرة على البثّ، فاليومَ يستطيعُ أيٌّ منا، مثلاً، أن يدشِّن موقِعاً على الإنترنت يكون متاحاً لمتصفِّحي الشبكة الإلكترونية في أي مكان في العالم، وهذه الفرص المتجددة والفعالة للتواصل والتأثير والبلاغ ينبغي أن تُستثمرَ على أفضلِ وجهٍ في إيصال خطابٍ وسطيٍّ إسلامي يتجاوز الآفاق، ويتواصلُ مع قطاعات الدائرةِ الحضاريةِ الإسلامية وشتى الدوائرِ الحضاريةِ والثقافيةِ الأخرى.
أما المتغير والمستجد السادس، فهو أن الإسلام أصبح في بؤرة الاهتمام العالمي؛ حيث يحوز الإسلام اليوم اهتماما منقطع النظير منذ عدة أعوام، فالكتب الإسلامية هي الأكثر مبيعا، والقنوات الفضائية الإسلامية هي الأكثر متابعة، بل إن الاهتمام بالإسلام اقتحم ميادين كثيرة منها الميدان الاقتصادي على خلفية نجاح المصارف الإسلامية، وقبل ذلك كله فإنّ الإسلامَ حاضرٌ بشكلٍ بارزٍ في الميدان الديني باعتباره يُوصَف بأنه "الدين الحيّ" في عالمنا اليوم، ولقد دفع ذلك بعضَهم إلى الحديثِ عن "عوْلمة الإسلام"، وهو ما يعكس بحدِّ ذاته حقيقةَ أنّ الشأن الإسلامي أصبحَ يشغلُ من الاهتمامِ والإدراك العالمييْن موقعَ القلب، وهذا الاهتمام الكبير ينطوي على بعد إيجابي وهو أن الظروف تبدو مؤهلة أكثر من أي وقت مضى في العصر الحديث للاكتراث بمشروعٍ حضاريٍّ إسلامي يُقدّمُ إلى العالم، وهو ما يقتضي أن يتوقفَ عنده أهلُ الشأنِ من المسلمين باستشعارِ المسؤولية الخاصة والأمانة العظيمة المترتبة عليه.

معالم المشروع الحضاري الإسلامي
وفي المبحث الأخير من كتابه يرسم الدكتور أحمد الراوي معالم رئيسة للمشروع الحضاري الإسلامي المنشود للربع الثاني من القرن الخامس عشر الهجري ، ويقوم على ثلاثة أركان قيمية رئيسة: منظومة القيم الروحية، ومنظومة القيم الأخلاقية، ومنظومة القيم الإنسانية الحضارية، أما ومضات المشروع وبعض تفصيلاته فتتمثل فيما يلي:
ـ أنه مشروع يمثل انعكاساً لرسالة الإسلام السامية، كما هي مقرّرةٌ في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ـ وهو مشروع يعكس تكامل الرسالة الإسلامية، ويستوعب مختلف جوانب الحياة ومستجداتها، بتماسك وانسجام.
ـ كما أنه مشروع ينطلق من صفاء الدين الإسلامي ووضوحه، مراعياً في الوقتِ ذاتِه سمة التنوع والتعددية في حياة البشر.
ـ ويتولى هذا المشروع التصدي للمعضلات التي تشغل بني الإنسان، ويمتلك زمام المبادرة في شتى مواقع الفعل الإنساني الحميد.
ـ ويكونُ هذا المشروع مُعبِّراً أصدقَ تعبيرٍ عن الإنسان، الذي كرّمه الله تعالى، ويتبنى قضاياه العادلة وهمومه المستعصية، بغضِّ النظر عن دينِه ولونِه وعِرقِه ووطنه.
ـ ويبدي المشروعُ الحضاريُّ الإسلامي اكتراثاً بالإنسانية ككل، فلا يَقْصُر في اهتمامِهِ على أُمّةٍ دون أخرى، أو على مجالٍ دون آخر.
ـ إنه مشروعٌ يستجمِعُ العنوانَ والمضمون، ويستوعبُ الشعار والتفصيل، لا يكتفي بالعموميات دون التفصيلات، ولا يقتصرُ على الإجمال دون الغوْصِ في أغوارِ التخصّص.
ـ ويتميّز هذا المشروعُ باستيعابه لحصيلة الماضي، وبتعايشِه مع الواقعِ الحاضر، وباستشرافِه لآفاقِ المستقبل.
ـ إنّ المشروعَ الحضاريَّ الإسلاميًّ المنشودَ يصونُ القِيَمَ والمبادئَ والأخلاقياتِ المشتركة بين الأمم والثقافات والحضارات؛ كالعدل والحرية والحقوق، ويدفع باتجاه تعزيز هذه القواسم المشتركة، والوصول إلى "كلمة سواء" في هذا الشأن.
ـ ويَتّسِم المشروعُ الحضاريُّ الإسلاميُّ بحضورِهِ في الحركة الفكرية والثقافية "المُعولَمة"، ويتميز بأنه يتضمن رؤى ومشروعات فكرية لائقة بصفتها الإسلامية ومواكبة للتفاعلات العالمية، ومستجيبة للتحديات المتعاظمة على شتى الأصعدة.
ـ وأخيرا يحملُ المشروعُ الحضاريُّ الإسلامي رؤيةً لإصلاحِ النظامِ الدولي والعلاقات بين الأمم والشعوب وحكوماتها، رافضاً في ذلك شتى صور الهيمنة والاحتلال والوصاية والاستعمار.

ليست هناك تعليقات: