الأحد، 20 يوليو 2008

حامد صباحي ..... دروس من حياته


حامد صباحي ..... دروس من حياته
وصفي عاشور أبو زيد ـ مصر
8/29/2005 12:47:00 AM
وجوه كثيرة وأعداد كبيرة وأيد ضارعة وقلوب خاشعة التفت حول جنازة فقيدها الغالي حامد صباحي الذي اختطفته يد الردى ولبى نداء ربه إثر حياادث أليم أصيبت فيه زوجته في قرية الكراكات التابعة لمدينة بيلا بكفر الشيخ في يوم الجمعة 12/8/2005م وهو في طريقه إلى الله، "ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله".ولد حامد إبراهيم زايد صباحي ـ ابن عم حمدين صباحي ـ في مدينة بلطيم بكفر الشيخ 21/3/1967م، ونشأ في أسرة متدينة، وجده ـ الشيخ زايد صباحي ـ معروف بتقواه وورعه بين أهالي بلطيم حيث كان واعظا محبوبا بين الناس، تخرج حامد في كلية الآداب جامعة طنطا قسم فلسفة عام 1988م، والتحق بصفوف الإخوان المسلمين عام 1986م، وتزوج عام 1993م، ورزقه الله بأربع بنات: مريم 11 سنة، وحماس 7 سنوات، وجهاد 5 سنوات، واستشهاد 1.5 سنة، صدر قرار بتعيينه مدرساً بالتربية والتعليم، وتحول إلى عمل إداري في إدارة بلطيم التعليمية؛ وذلك لانتمائه الفكري مثله في ذلك مثل غيره من آلاف الشباب، واعتقل مرتين: الأولى في 15/ 4/ 1999م واستمر اعتقاله حتى 29/ 7/ 1999م في سجن طنطا ثم مزرعة طرة، والمرة الثانية في 23/ 5/ 2005م على خلفية مظاهرات الإخوان، وخرج في 27/ 7/ 2005م أي قبل وفاته بأسبوعين تقريبا.لقد أثر نبأ وفاته ومشهد جنازته على جميع أهالي بلطيم وخرجت أعداد غفيرة لتشييعه، وترك حزنا في قلوبهم لا يمحوه اختلاف الليل والنهار؛ لما كان يتميز به من صفات حميدة وأخلاق كريمة طالما تحدث عنها المتحدثون، ورثاه بها الراثون، وهي دروس وعبر من حياته القصيرة المباركة، يحسن أن تكون نبراسا ووميضا يبرق للعاملين.أكد حادث وفاته ـ رحمه الله ـ أن الموت لا يحابي أحدا، وليس له وقت أو عمر أو كيفية معينة، فقد توفي بحادث سيارة، وهو في الثامنة والثلاثين من عمره، بعدما خرج من السجن، فـ: "أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة".، "وإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون".تميز حامد بالثبات على المبدأ الذي آمن به ودعا له ومات في سبيله، وظل صامدا ثابتا على فكره ومبدئه بالرغم من اعتقاله مرتين خلال هذا العمر القصير، في الوقت الذي تجد فيه الشباب فاقد الهوية، معدوم الغاية، ممسوخ الشخصية، بعيدا كل البعد عن أمور دينه وقضايا أمته.توفي حامد شابا في شرخ الشباب ـ 38 سنة ـ ومع ذلك فقد ترك آثارا كريمة وحزنا عميقا في قلوب الناس، وهذا يذكرني بقول ابن عطاء الله السكندري: "رب عمر اتسعت آماده وقلَّت أمداده، ورب عمر قليلة آماده كثيرة أمداده"، وقال أيضا: "من بورك له في عمره أدرك في يسير من الزمن من منن الله تعالى ما لا يدخل تحت دوائر العبارة ولا تلحقه الإشارة"، وقد مات سيبويه إمام الدنيا في علم النحو وهو ابن اثنتين وثلاثين، ومات النووي وهو ابن خمسة وأربعين ومات حسن البنا وهو ابن ثلاثة وأربعين.وأيضا من دروس حياته القصيرة المباركة أنه كان معطاء لم يرد طالبا، وكان يتنازل عن بعض حقوقه تقربا إلى الله وتحببا إلى الناس، وهكذا يكون صاحب الدعوة، الأخذ عنده مثل العطاء، وقد قال شهيد الإسلام سيد قطب: "كل مرة أعطيت فيها لقد أخذت، لست أعني أنني أخذت الذي أعطيت، لكن فرحتي بما أعطيت لم تكن أقل من فرحة الذين أخذوا".ولأنه كان إنسانا طاهرا سمى من أبنائه "مريم"، وكان دربه الجهاد سمى "جهاد"، وكان يتوقد حماسة ونشاطا لدعوته سمى "حماس"، وكان يتمنى الشهادة حيث حدَّثت زوجته أنه حدثها في صبيحة يوم الحادث أنه يتمنى الشهادة فسمى آخر بناته "استشهاد".الرجوع إلى الحق حين يتبين له من شيمه وأخلاقه، وقد قال عمر: "الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل". فاللهم اجعل هذه الصفات شفيعة له عندك، وأنزل الصبر على أهله وإخوانه، وألحقه بالذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
http://www.shbabmisr.com/?xpage=view&EgyxpID=1169

تعليقات على الموضوع
اللهم ارفع درجته فى عليين
على عبداللاه - الاسماعيلية
8/29/2005 1:36:00 AM
لقد هزنى هذا الخبر حتى صدعنى نصفين امات حامد؟ انا لله وانا اليه راجعونلقد رافقت اخى الحبيب للعة شهور فى سجن مزرعة طرة عام 1999 فما وجدتة الا بسام المحيا صافى القلب موصولا باللهولقد زرته بعدها فى منزله فما وجدت الا اخا فاضلا من اكرم الاخوة لن نقول الا ما يرضى ربنا "لله ما اخذ ولله ما اعطى"واقول لاختى زوجته اصبرى يا اختاه وليكن همك اكمال الطريق وتربية البنين والبنات واهمس فى اذنها الا ان الموعد الجنة
إنا لفراقك لمحزنون
أبو عمر
8/29/2005 1:18:00 PM
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإن على فراقك يا حامد لمحزنون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إن لله وإن إليه راجعون.
جزاك الله خيرا يا أخي وصفي
مجدى إبراهيم محرم
8/29/2005 3:16:00 PM
أخي وصفي :جزاك الله خيرا أن تكتب لنا عن هذه النماذج الطيبة وهذه الأرواح المؤمنة اللهم أسكنه فسيح جناتك وإجعل قبره روضة من رياض الجنة وإنني أدعو كل من قرأ المقال الطيب أن يدعو لفيقدنا المؤمن ويدعو لكاتبه أن الأجساد كثيرا ما تفارقنا ولكن المبادىء والأفكار أبدا لاتموت دعاؤنا لأسرته بالصبر والسلوان مجدي محرم
نم قرير العين اخى الحبيب حامد
خالد ابوهرج
9/6/2005 6:37:00 PM
نم قرير العين اخى الحبيب حامد فلقد اختارك الله الى جواره لتستريح من عناء الدنيا الى داره وكرامته فلطالما تمنيت الشهاده فى حلك وترحالك فلبى الله غايتك .ويالها من لحظات جميله قضيتها انا وانت قبل قبل الحادث بساعات وشاءت ارادة الله ان نتحدث عن الشهيد محمد عواد شهيد الإخوان والذى تهشمت رأسه من التعذيب فى سجون عبد الناصر ورايت الدمع يترقرق فى عينيه كأنه يقول اللهم ارزقنى موته كموتة محمد عواد وحضرنا جنازة سوياًُ وانصرفنا مودعين حتى سمعت النبأوقال الأخوة الذين دخلوا الغسل معه ان رأسه كانت به كسور وكان باسم المحيا والأخوة اللذين أخذوا ملابسة قالوا ان رائحة المسك كانت تفوح منها....فهنيئاً لك الشهادة اخى الحبيب والى اللقاء فى دار الحق ونسأل الله ان نلتقى بك فى جنان الخلد التى سبقتنا اليها .
لم تترك في القلب حزنا فقط
احمد حمدي الحداد
9/7/2005 1:44:00 PM
لم يترك في القلب حزنا فقطبل ترك كل معاني الانسانية لجوار الحزنوقد نحتاج لصبر فوق الصبر لنصبر على فراقهاللهم ارزقنا الشهادة

ليست هناك تعليقات: